responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 11
و اتفق أغلب علماء الرجال على أنه كوفي، و لم يخالف في ذلك إلا ابن حبان الذي قال عنه أنه من أهل البصرة و كان أصله من الكوفة. و لعل ابن حبان أخطأ في عده من أهل البصرة و الله أعلم.

لا يوجد في كتب الرجال أي شيء من سيرته، سوى أنه اتهم بالزندقة، و مصدر هذه التهمة رجل من بني تميم حدّث بأنه " قد اتهم بالزندقة "، فردد علماء الرجال ذلك، و لا تتوفر أية تفاصيل عن هذا الموضوع. فلا تعرف، مثلا ً، من الذي اتهمه بالزندقة؟ و هل هذا الاتهام كان أحاديث يتداولها الناس فيما بينهم، أم كان اتهاما ً رسميا ً وجه إليه؟ و هل أجريت له محاكمة أم لا؟ و من الذي حاكمه إن كان قد حوكم؟ و ماذا كانت نتيجة المحاكمة؟ هل أدين أم بُـرأ؟ لا نعرف أي شيء عن كل ذلك.

و لكن المعروف أن سيف بن عمر عاش في أيام الخليفة العباسي المهدي، الذي تولى الخلافة من سنة 158 إلى سنة 169 هـ، و في أيامه بدأت " حملة منظمة و على الصعيد الرسمي في محاربة أهل البدع و الزندقة سياسيا ً و فكريا ً (....) و قد أنشأ من أجل ذلك ديوان الزنادقة، يرأسه صاحب الديوان عبد الجبار، ثم رأس الديوان عمر الكلواذي، ثم محمد بن عيسى بن حمدويه، و بلغت عملية المطاردة ذروتها سنة 166 هـ / 782 م (....) و كانت عمليات منظمة تنظيما ً مركزيا ً دقيقا ً يشرف عليها الخليفة بنفسه، و يعتبر صاحب الزنادقة أو عريف الزنادقة المسؤول المباشر عن هذه العمليات في العاصمة و هو رئيس ديوان الزنادقة. أما الطريقة التي يحاكم بها الزنديق بعد القبض عليه فكانت مثوله أمام الخليفة أو القاضي، و يطلب إليهم أن يرجعوا عن الزندقة إذا اعترفوا بها، و هذه هي الاستتابة فإذا رجعوا أطلق سراحهم (....) و هنا لعبت العداوات الشخصية و التنازع على السلطة و الجاه (....) دورها في اتهام البعض بالزندقة. فقد كان من السهل على الفقيه أو الوزير أو صاحب الديوان أن يؤلب السلطة على خصمه "[32].

في ظل هذه الأجواء عاش سيف بن عمر مرحلة مهمة من حياته، و توجه إليه الاتهام بالزندقة، و لكننا لا نعرف أي شيء عن ظروف هذا الاتهام.

و قد توفي سيف في أيام هارون الرشيد، و قد حدد بعضهم ذلك بحوالي سنة 180 هـ.

و مع أن سيرة سيف بن عمر مجهولة تماما ً إلا إن موقف علماء الرجال منه واضح تماما ً. إذ أجمعوا على أنه ساقط الحديث، لا شيء، ضعيف الحديث، متروك الحديث، فلس خير منه (أي أنه لا يساوي فلسا ً واحدا ً)، يروي الموضوعات عن الأثبات، يضع الحديث، يروي عن خلق كثير من المجهولين، ليس بشيء، عامة حديثه منكر، و بعض أحاديثه مشهورة و عامتها منكرة لم يتابع عليها، و هو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق، لا يتابع على كثير من حديثه، متروك باتفاق. و لم ينس علماء الرجال الذين رددوا تلك الأوصاف عنه أن يقولوا أنه متهم في دينه رمي بالزندقة. و لا نعرف أحدا ً من علماء الرجال ذكره بخير اللهم إلا أن الذهبي قال عنه " كان أخباريا ً عارفا ً "، و هي عبارة ليست لها أية قيمة أمام العبارات السابقة. فما فائدة المعرفة إذا كان صاحبها مشبوها ً؟

و قد قال بعض علماء الرجال أن حديثه يشبه حديث الواقدي أو هو كالواقدي. و لكن في ذلك ظلما ً كبيرا ً للواقدي، فالواقدي رجل مختلف فيه وثـّـقه و طعن فيه آخرون. أما سيف بن عمر فلم يذكره أحد بخير أبدا ً.

و لسيف بن عمر ثلاثة كتب كانت إلى وقت قريب ضائعة. واحد منها اسمه " كتاب الجمل و مسير عائشة و علي "، نقل منه الطبري روايات كثيرة جدا ً، حتى أن أحمد راتب عرموش جمع الروايات التي نقلها الطبري من كتاب سيف بن عمر عن يوم الجمل، و أصدرها في كتاب مستقل اسمه " الفتنة و وقعة الجمل ". ثم أن الدكتور قاسم السامرائي عثر على مخطوطة للكتاب في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، يعود تاريخها إلى


[32] د . فاروق عمر فوزي ، التاريخ الإسلامي و فكر القرن العشرين ، ص122 - 125 .

اسم الکتاب : من له كتاب عن يوم الجمل المؤلف : مشتاق طالب محمد    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست