responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 187
الشام وذلك أن عليا عليه السلام قال: لأناجزنهم مصبحا. وتناقل الناس كلمته، ففزع أهل الشام لذلك، فقال معاوية: قد رأيت أن أعاود عليا وأسأله إقراري على الشام، فقد كنت كتبت إليه ذلك فلم يجب إليه [1] ولأكتبن ثانية، فألقى في نفسه الشك والرقة، فكتب إليه.

أما بعد: فإنك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت، لم يجنها بعضنا على بعض، ولئن كنا قد غلبنا على عقولنا، لقد بقي لنا منها ما نندم به على ما مضى، ونصلح به ما بقي، وقد كنت سألتك الشام على أن لا تلزمني لك بيعة وطاعة فأبيت ذلك علي، فأعطاني الله ما منعت، وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس، فإني لا أرجو من البقاء إلا ما ترجو، ولا أخاف من الفناء إلا ما تخاف، وقد والله رقت الأجناد وذهبت الرجال، ونحن بنو عبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل إلا فضل لا يستذل به عزيز، ولا يسترق به حر، والسلام.

فأجابه علي عليه السلام:

أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر أنك لو علمت وعلمنا أن الحرب تبلغ بنا وبك لم يجنها بعضنا على بعض، فإني لو قتلت في ذات الله وحييت، ثم قتلت ثم حييت سبعين مرة لم أرجع عن الشدة في ذات الله، والجهاد لأعداء الله، وأما قولك: إنه قد بقي من عقولنا ما نندم على ما مضى فإني ما تنقصت عقلي، ولا ندمت على فعلي، وأما طلبك إلي الشام فإني لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس، وأما قولك: إن الحرب قد أكلت إلا حشاشات أنفس بقيت، ألا ومن أكله الحق فإلى الجنة، ومن أكله الباطل فإلى النار. الكتاب [2].

وكتب معاوية إلى ابن عباس:

أما بعد: فإنكم معشر بني هاشم لستم إلى أحد أسرع منكم بالمساءة إلى أنصار ابن عفان حتى أنكم قتلتم طلحة والزبير لطلبهما بدمه، واستعظامهما ما نيل منه،


[1]كذب الرجل وقد أجابه الإمام (ع) بما سمعت غير أنه كتمه على أصحابه خوفا من أن يهتدي به بعض إلى الحق ويفارق الباطل.

[2]الإمامة والسياسة 1: 88 وفي ط 95، كتاب صفين ص 538، مروج الذهب 2 60، 61، نهج البلاغة 2: 12، شرح ابن أبي الحديد 3: 424.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست