responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 186
وشيدوا معالمه، ومن الذي منحه النظر في أمر هذا شأنه؟ ومتى كان له ولطغام الشام أن يجابهوا إمرة الحق التي نهض بها أهل الحل والعقد؟ ولم يباشر الحرب هنالك إلا بعد أن أتم الإمام عليه السلام عليه الحجة، وألحب له الطريق، وأوقفه على حكم الله البات وأمره النهائي، غير أن معاوية في أذنه وقر عن سماع كلم الحق والبخوع لها، والملك عقيم.

تصريح لا تلويح
يعرب عن مرمى ابن هند

مر في سالف القول ص 317 إن معاوية قال لجرير: يجعل علي له الشام ومصر جباية، ويكون الأمر له بعده، حتى يكتب إليه بالخلافة، وكتب بذلك إليه عليه السلام، وكتب إليه عليه السلام يسأله إقراره على الشام فكتب إليه علي عليه السلام:

أما بعد: فإن الدنيا حلوة خضرة، ذات زينة وبهجة، لم يصب إليها أحد إلا شغلته بزينتها عما هو أنفع له منها، وبالآخرة أمرنا، وعليها حثثنا، فدع يا معاوية!

ما يفنى، واعمل لما يبقى، واحذر الموت الذي إليه مصيرك، والحساب الذي إليه عاقبتك، واعلم أن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا حال بينه وبين ما يكره، ووفقه لطاعته، وإذا أراد بعبد سوءا أغراه بالدنيا وأنساه الآخرة، وبسط له أمله، وعاقه عما فيه صلاحه، وقد وصلني كتابك فوجدت ترمي غير غرضك، وتنشد غير ضالتك، وتخبط في عماية، وتتيه في ضلالة، وتعتصم بغير حجة، وتلوذ بأضعف شبهة.

فأما سؤالك المتاركة والاقرار لك على الشام، فلو كنت فاعلا ذلك اليوم لفعلته أمس، وأما قولك: إن عمر ولاكه فقد عزل من كان ولاه صاحبه [1] وعزل عثمان من كان عمر ولاه [2] ولم ينصب للناس إمام إلا ليرى من صلاح الأمة ما قد كان ظهر لمن قبله أو أخفي عنه عيبه، والأمر يحدث بعده الأمر، ولكل وال رأي واجتهاد. [3]

وكتب الرجل إليه عليه السلام ثانية - قبل ليلة الهرير بيومين أو ثلاثة - يسأله إقراره على


[1]يريد خالد بن الوليد كان ولاه أبو بكر فعزله عمر.

[2]عزل عثمان عمال عمر كلهم غير معاوية.

[3]نهج البلاغة 2: 44، شرح ابن أبي الحديد 4: 57.

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست