responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 170
إن معاوية لم يكن خليفة ولا انعقدت له بيعة، وإنما كان واليا عمن تقدم من - الذين تصرمت أيام خلافتهم، فلزمته بيعة أمير المؤمنين وهو بالشام كما كتب إليه بذلك الإمام عليه السلام، وكان تصديه للشؤون العامة واليا على أهل ناحيته محتاجا إلى أمر جديد أو تقرير لولايته الأولى من خليفة الوقت، وكل ذلك لم يكن، إن لم نقل: إن أمير المؤمنين عليه السلام عزله عما تولاه، وإنه سلام الله عليه أوفد عليه من يبلغه عنه لزوم الطاعة واللحوق بالجماعة، كما إنه عليه السلام كتب إليه بذلك.

(حديث الوفود)

وفد علي عليه السلام الأول

أوفد الإمام عليه السلام في أول ذي الحجة سنة 36 بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري، وسعيد بن قيس الهمداني، وشبث بن ربعي التميمي على معاوية وقال: ائتوا هذا الرجل فادعوه إلى الله، وإلى الطاعة والجماعة. فأتوه ودخلوا عليه فتكلم بشير بن عمرو فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا معاوية: إن الدنيا عنك زائلة، وإنك راجع إلى الآخرة، وإن الله عز وجل محاسبك بعملك، وجازيك بما قدمت يداك، وإني أنشدك الله عز وجل أن تفرق جماعة هذه الأمة، وأن تسفك دماءها بينها.

فقطع عليه الكلام وقال: هلا أوصيت بذلك صاحبك؟ فقال بشير: إن صاحبي ليس مثلك، إن صاحبي أحق البرية كلها بهذا الأمر في الفضل، والدين، والسابقة في الاسلام والقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فيقول ماذا؟ قال: يأمرك بتقوى الله عز وجل، و إجابة ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق، فإنه أسلم لك في دنياك، وخير لك في عاقبة أمرك.

قال معاوية: ونطل دم عثمان رضي الله عنه؟ لا والله لا أفعل ذلك أبدا. فتكلم شبث بن ربعي فحمد الله وأثنى عليه وقال:

يا معاوية! إني قد فهمت ما رددت على ابن محصن، إنه والله ما يخفى علينا ما تغزو وما تطلب، إنك لم تجد شيئا تستغوي به الناس، وتستميل به أهواءهم، وتستخلص به طاعتهم، إلا قولك: " قتل إمامكم مظلوما فنحن نطلب بدمه " فاستجاب له سفهاء طغام،

اسم الکتاب : من حياة معاوية بن أبي سفيان المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست