responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 226
القدس الربوبي، وكان لا يأنس إلا بالله، وكانت نفسه القدسية في كل آناته منعطفة إليها فهل هو يستوحش إذا حصل فيها؟ وهي أزلف مباءة إلى المولى سبحانه لا تقل غيره. حتى أن جبرئيل الأمين انكفئ [1] عنها فقال: إن تجاوزت احترقت بالنار. لما جذبه الله تعالى إليها وحفته قداسة إلهية تركته مستعدا لتلقي الفيض الأقدس، وهل هناك وحشة لمثله صلى الله عليه وآله يسكنها صوت أبي بكر؟ وهل كانت له صلى الله عليه وآله وهو في مقام الفناء لفتة إلى غيره جلت عظمته حتى يأنس بصوته؟ لا ها الله، وما كان قلب النبي صلى الله عليه وآله يقل غيره سبحانه فهو مستأنس به ومطمأن بآلائه، فلا مدخل فيه لأي أحد يطمأن به، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، ولقد رآه بالأفق المبين، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى، أفتمارونه على ما يرى؟ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى، ما زاغ البصر وما طغى، لقد رأى من آيات ربه الكبرى، ولم تبرح نفسه الكريمة مطمأنة ببارئها حتى خوطب بقوله سبحانه: يا أيتها النفس المطمأنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية.

هذا مبلغ الرواية من نفس الأمر لكن الغلو في الفضائل آثر أن يعدوها من فضائل الخليفة وإن كانت مقطوعة عن الاسناد.

- 19 -
الدين وسمعه وبصره

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لقد هممت أن أبعث إلى الآفاق رجالا يعلمون الناس السنن والفرائض كما بعث عيسى بن مريم الحواريين.. قيل له: فأين أنت عن أبي بكر وعمر؟ قال: إنه لا غني بي عنهما أنهما من الدين كالسمع والبصر.

أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 74 فقال: هذا حديث تفرد به حفص بن عمر العدني عن مسعر. وقال الذهبي في تلخيصه: هو واه.

قال الأميني: قال النسائي: حفص بن عمر ليس بثقة. وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظة. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.


[1]الكامل 2: 21، السيرة الحلبية 1: 431.

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست