responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 107
وأتى بمعرات وقاتل المسلمين وأخذ وأتي به أسيرا إلى الخليفة فقال: ماذا تراني أصنع بك؟ فإنك قد فعلت ما علمت. قال: تمن علي فتفكني من الحديد، وتزوجني أختك، فإني قد راجعت وأسلمت. فقال أبو بكر: قد فعلت فزوجه أم فروة ابنة أبي قحافة، فاخترط سيفه ودخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا عرقبه، فصاح الناس:

كفر الأشعث. فلما فرغ طرح سيفه وقال: إني والله ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته ولو كنا في بلادنا كانت وليمة غير هذه، وأهل المدينة! كلوا، ويا أصحاب الإبل!

تعالوا خذوا شرواها، فكان ذلك اليوم قد شبه بيوم الأضحى وفي ذلك يقول وبرة بن قيس الخزرجي:

لقد أولم الكندي يوم ملاكه * وليمة حمال لثقل الجرائم
لقد سل سيفا كان مذ كان مغمدا * لدى الحرب منها في الطلا والجماجم
فأغمده في كل بكر وسابح * وعير وبغل في الحشا والقوائم
فقل للفتى الكندي يوم لقائه * ذهبت بأسنى مجد أولاد آدم

وقال الأصبغ بن حرملة الليثي متسخطا لهذه المصاهرة:

أتيت بكندي قد ارتد وانتهى * إلى غاية من نكث ميثاقه كفرا
فكان ثواب النكث إحياء نفسه * وكان ثواب الكفر تزويجه البكرا
ولو أنه يأبى عليك نكاحها * وتزويجها منه لأمهرته مهرا
ولو أنه رام الزيادة مثلها * لأنكحته عشرا وأتبعته عشرا
فقل لأبي بكر: لقد شنت بعدها * قريشا وأخملت النباهة والذكرا
أما كان في تيم بن مرة واحد * تزوجه؟ لولا أردت به الفخرا؟
ولو كنت لما أن أتاك قتلته * لأحرزتها ذكرا وقدمتها ذخرا
فأضحى يرى ما قد فعلت فريضة * عليك فلا حمدا حويت ولا أجرا [1]

الثلاثة الأخر

إن الثلاثة الأخر التي تمنى الخليفة أن يكون استعلمها من رسول الله صلى الله عليه وآله فإنها تنبأنا بقصوره في علم الدين، وإنه كان نابيا في فقهه، لا يعرف أحكام المواريث


[1]تاريخ الطبري 3: 276، ثمار القلوب للثعالبي ص 69، الاستيعاب: 1: 51، الكامل لابن الأثير 2: 160، مجمع الأمثال للميداني 2: 341، الإصابة 1: 51 و ج 3: 630.

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست