responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 106
وأما كشف بيت فاطمة سلام الله عليها فإنه لا يروقنا ها هنا خدش العواطف بتلكم النوائب، غير أنه سبقت منا بعض القول في الجزء الثالث ص 102 - 104 ط 2 وفي هذا الجزء ص 77، 86.

وفذلكة ذلك النبأ العظيم أن الصديقة سلام الله عليها قضت وهي واجدة على من ارتكبه، وكانت صلوات الله عليها تدعو عليه بعد كل صلاة صلتها [1].

وإن تعجب فعجب أن القوم ارتكب ما ارتكب من تلكم الفظايع وارتبك فيها وملأ الاسماع هتاف النبي صلى الله عليه وآله بقوله: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي بضعة مني، هي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني. بقوله: فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها.

وبقوله: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني.

وبقوله: فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها [2].

وبقوله: فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها [3].

وبقوله: يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك [4].

وبهذا الهتاف تعلم أن ندم الخليفة كان في محله، غير أنه ندم ولات حين مندم، ندم وقد قضى الأمر ووقع ما وقع، ندم والصديقة الطاهرة مقبورة وملأ اهابها موجدة.

الثلاثة الوسطى

وأما الثلاثة من هاتيك الأمور التسعة التي ندم عليها الخليفة على تركها فإنها تعرب عن أنه ارتكب ما ارتكب فيها لا عن ترو أو بصيرة في الأمر، أو استناد إلى حكم شرعي، حتى كشف له الخطأ فيها جمعاء، وقد وقعت فيها عظائم، وأعقبتها طامات، و خليفة المسلمين يجب أن لا يرتكب ما يستتبعها، ولا يفعل ما يوجب الندم في مغبته، و قصة الأشعث بن قيس تعرب عن أن ندم الخليفة كان في محله، فإن الرجل بعد ما ارتد


[1]الإمامة والسياسة 1: 14، رسائل الجاحظ ص 301، أعلام النساء 3 ص 1215.

[2]راجع الجزء الثالث من كتابنا هذا ص 20، وسنوقفك على تفصيلها في هذا الجزء إنشاء الله

[3]الأغاني 8: 156.

[4]راجع الجزء الثالث من كتابنا هذا ص 180 ط 2، وسنفصل فيه القول إنشاء الله.

اسم الکتاب : من حياة الخليفة أبي بكر المؤلف : العلامة الأميني    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست