responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعرفة والمُعرّف المؤلف : حسام الدين أبو المجد    الجزء : 1  صفحة : 27

تفويض اختيار المعرِّف مستحيل


وطالما أنّ المعرِّف له الخصوصيات المتقدّمة فإنّ تعيينه يتطلّب دقّة متناهية في الاختيار، أي لابد وأن يكون أكمل أهل زمانه، وأفضل من بعث لهم، فالمرسِل ـ عرفاً ـ يرسل أفضل رسول لديه ينطق عنه، فبالرسول يستدلّ على المرسِل، وهنا المرسِل هو الكامل المطلق فلابدّ وأن يكون الرسول أقرب الخلق إليه، ومَن هكذا صفته أنّى للبشر اختياره، مهما بلغوا من كمال إلاّ أن يكونوا على حدّ المعرِّف نفسه، فتنتفي حينئذ فائدة بعثه، فالمرسِل يجب أن يكون هو الذي يختار المعرِّف ; لأنّه هو وحده العارف به وهناك نماذج عديدة لمحاولات البشر في تعيين مصيرهم وطريقهم للسعادة ولكنها بائت بالفشل.

فالاختيار إذن لله وحده، متعلّق به كإله وربّ لنا، يستحيل أن يتعلّق بغيره، وفي ذلك يقول الله سبحانه بأوضح بيان: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}[1] فالخلق والاختيار له سبحانه {مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ}


[1] سورة القصص: 68.

اسم الکتاب : المعرفة والمُعرّف المؤلف : حسام الدين أبو المجد    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست