responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
والتفرق في اللغة يعني الإنفصال والإنفصام، وفرق أي فصل بين شيئين وباعد بينهما وفصمهما.

ولكن في عبارتي لن يتفرقا ولن يفترقا دلالة معينة خاصة لكل واحدة من الكلمتين تعطي مفهوم الإنفصال والتفرق معنى مختلف عن الكلمة الأخرى، فقد كانت تلك الدلالة في الإرادة الإلهية أن الكتاب والعترة الطاهرة هما العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ولن يتفرقا ولن يفترقا لا من ذاتهما ولا بفعل فاعل خارج عنهما.

وبشكل سريع فإن جملة لن يتفرقا تدل على أن الكتاب وأهل البيت لا يمكن لأحدهما أن يتفرق عن الآخر من ذات نفسه، وأما معنى يفترقا فإنها تدل على أن الكتاب وأهل البيت لا يمكن أن يفترق أحدهما عن الآخر بفعل فاعل.

لن يتفرقا:

أما النقطة الأولى فيما يتعلق بكلمة يتفرقا، فمعناه أنه لا يمكن للكتاب أن يكون وحيدا بعيدا عن أهل البيت عليهم السلام، ولا يمكن له أن يختار ذلك أو يتحقق له، ولا يمكن لأحد أن يفهم القرآن ويعرف تأويله وأحكامه غير أهل البيت عليهم السلام، وكذلك بالنسبة لأهل البيت عليهم السلام لا يمكن لهم أن يتفرقوا عن الكتاب ولا يمكن لهم أن يطلبوا ذلك، فلا يمكن أن يتحقق التفرق بين أهل البيت عليهم السلام وبين والكتاب.

لأن الإرادة الإلهية جعلتهم شيئا واحدا لا وجود لأحدهما من دون الآخر، فالكتاب هو القرآن الصامت، وهم عليهم الصلاة والسلام القرآن الناطق.

وبالتالي نستطيع أن نفهم حديث علي مع القرآن والقرآن مع علي، ومدى ارتباطه بحديث الثقلين، ونستطيع أن نفهم عمق التزام أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام بأحكام الإسلام كلها حتى في أصعب الظروف التي مروا بها، فمع وجود كل العقبات والضغوطات والمظلوميات التي تعرضوا لها، فإنهم لم يتفرقوا عن القرآن ولم يتفرق القرآن عنهم.

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست