responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
وأما بالنسبة لأسماء الله تعالى اللطيف الخبير، فإنها جاءت في المعنى والمضمون المناسبين، من أجل التأكيد على معاني ومضامين حديث الثقلين، لأن اسم الله اللطيف، يتعلق باللطف الإلهي لعباده في كل جوانب الحياة، فالشريعة لطف إلهي، وأنظمة الحياة والكون لطف إلهي، والنبوة لطف، والإمامة لطف إلهي أيضا.

قال في القاموس المحيط (واللَّطيفُ: البَرُّ بِعبادِهِ، المُحْسِنُ إلى خَلْقِهِ بإِيصالِ المنافِعِ إليهِم بِرِفْقٍ ولُطْفٍ، أو العالِمُ بخَفايا الأُمورِ ودَقائِقِها، واللُّطْفُ، بالضم من اللهِ: التَّوْفِيقُ).

فالله سبحانه وتعالى لطيف بعباده لا يأمر إلا بما فيه الخير والصلاح والهدى لعباده، وينهى عن كل ما فيه ضلال وفساد وشر.

يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الفحشاء والمنكر. قال تعالى في سورة النحل. الآية: 90 {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.

ولو دقق المنصف في متن حديث الثقلين، لتيقن بأن أمر الله تعالى بإتباع الثقلين هو لطف إلهي، ولتيقن أيضا بأن وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بولاية علي وأهل بيته عليهم السلام هي لطف إلهي بعباده الذين يعجزون عن معرفة مراد الله منهم إلا أن يخبرهم الله تعالى بما ينفعهم ويهديهم ويصلحهم.

والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله قال في الحديث لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما، فكان اختيار اسم الله تعالى اللطيف في محله، فبتوفيق الله تعالى لنا ولطفه بنا، كانت نبوة محمد صلى الله عليه وآله، وكانت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة المعصومين من ولده، فقد لطف الله بنا ووفقنا لولايتهم حتى يبينوا لنا معالم ديننا ومراد الله تعالى منا، وهم ما يصلحنا

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست