responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 63
والقرآن الكريم هو كتاب الله تعالى، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لابد له ممن يبينه ويبين معانيه وتأويل آياته ويهدي الناس إلى ذلك ويعلمهم إياه، لأنه لا يمكن لمن يقول حسبنا كتاب الله أن يفهم القرآن لمجرد أنه يقرأ القرآن أولمجرد أن يقتني ذلك الكتاب، فلو جاز ذلك لادعى الطب مثلا كل من قرأ كتب الطب من غير أن يدرسه على يد متخصص نحرير في ذلك المجال من طريق التلقين، فلا يجوز فهم أي علم ولا يمكن أن يكون بدون من يلقنه للآخرين.

ولذلك كان من لطف الله تعالى بالناس أن جعل القرآن وجعل معه الأئمة الطاهرين المعصومين الهداة المهديين وقرن بينهم، إذ لا يمكن أن يفهم القرآن بحسب ما يريد الله تعالى إلا بوجود من يكون عدلا للقرآن، وهم العترة الطاهرة.

ولذلك وردت النصوص الشرعية المتضافرة والتي توضح هذا المعنى، وأنه لا يمكن أن يترك القرآن من غير وجود من يبينه، لأنه إن صح ذلك فمن الممكن أن يأتي أي إنسان يدعي العلم والمعرفة ليحدد مفاهيم القرآن بحسب رأيه العاجز وميوله النفسية والشهوانية الباطلة.

ولا يمكن ذلك، وهو مالا يرضاه الله تعالى ورسوله، ولذلك حدد الشارع المقدس أن الكتاب وأهل البيت مقترنان لا ينفصلان ولا يمكن الأخذ بأحدهما دون الآخر لأنهما لا يفترقان حتى يردا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الحوض.

وقد نوه الله تعالى في القرآن وكذلك رسول الله من خلال الحديث الشريف بذلك المفهوم، وإليك بعض من تلك النصوص مع أنك سوف تجد أن أغلب ما ذكر من آيات وأحاديث في هذا البحث كلها تبين المعنى الذي حددناه.

قال تعالى في سورة الواقعة الآية 79 {لا يمسه إلا المطهرون} ومعنى الآية أنه لا يدرك معانيه الحقيقية كما يريد الله تعالى إلا أناس مطهرون من الله، أي أن الله تعالى أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، ولا يمكن لعقولنا القاصرة أن تعرف أولئك المطهرون إلا أن يعرفنا الله تعالى بهم، فإذا أردنا أن نعرف من

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست