responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
وعليه كان لابد من فهم دلالة ومعنى الحوض في الدنيا، وارتباطه بحوض الآخرة، فلا يمكن الوصول إلى الحوض في الآخرة إذا لم يصل إليه الإنسان في الدنيا.

ولقد توصلنا من خلال ما بينت من الأدلة التي مرت معنا، أن الحوض هو الكوثر، ولكن المقام هنا يقتضي تبيان معاني الكوثر، وارتباط تلك المعاني ببعضها، ومطابقتها بموضوع ومضمون حديث الثقلين.

روى مسلم في صحيحه عن أنس قال بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة. ثم رفع رأسه متبسما. فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله! قال أنزلت علي آنفا سورة. فقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم. إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر}. ثم قال أتدرون ما الكوثر؟. فقلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل. عليه خير كثير. وحوض ترد عليه أمتي يوم القيامة. آنيته عدد النجوم. فيختلج العبد منهم. فأقول: رب! إنه من أمتي. فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك.

وروى السيوطي في الدر المنثور قال أخرج ابن مردويه عن أنس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قد أعطيت الكوثر، قلت يا رسول الله: ما الكوثر؟ قال: نهر في الجنة، عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيتشعث أبدا، لا يشرب منه من أخفر ذمتي ولا من قتل أهل بيتي.

لاحظ الحديث كيف يربط عدم الورود على الحوض بقتل أهل البيت، وليس المقصود من القتل هو القتل المعروف فقط، بل ينطبق على كل أنواع القتل المعنوي والإجتماعي والمادي، أو من خلال طمس الحقائق وتغييبها، أو إنتزاع الحقوق من أصحابها.

وهو ما حصل فعلا مع السيدة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين علي والحسن والحسين والأئمة من ذرية الحسين عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم التسليم،

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست