responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
الأساسي في تبيان أحكام الإسلام الصحيحة النقية الصافية، ومن الذي يجرؤ على مخالفة أمر الخليفة، الذي أعطى لنفسه قدسية بين الناس وكأنه نائب عن الله في إدارة شؤون الأرض والناس.

ثم إن في سب وشتم الإمام علي عليه السلام، تجرؤ وتطاول على الذات الإلهية وذلك حسب ما ورد في الأحاديث، فإذا صار الأمر طبيعيا بين الناس، بحيث يتقبله الآمر والشاتم والمستمع برحابة صدر وعن رضى وإقرار، فإنه بعد ذلك يسهل على الآمر وهو معاوية أن يفرض من القواعد والأسس ما شاء، لترسيخ إنهاء دور أهل البيت عليهم السلام نهائيا من الحياة، بل ومن قلوب الناس ومشاعرهم، بل وأكثر من ذلك، حيث صار أهل البيت وشيعتهم هم أعداء الدين والأمة الذين يجب على المسلمين مجاهدتهم وملاحقتهم وقتلهم وتعذيبهم ويستحلون دماءهم وأموالهم وحقوقهم، وهذا ما أتاح كل الفرص لمعاوية وبطانته لبلوغ أبعد مدى في محاربة الدين وأهل البيت عليهم السلام، وفرض دين جديد للناس لا زال المسلمون وحتى اليوم يتعبدون الله تعالى به، معتقدين أن رضى الله تعالى يكون من خلال تطبيقه ومتابعته.

ولست أبالغ فيما أقول فإنه يكفي المسلمين من آثار كتاب معاوية وجود وضاعي الحديث النبوي الشريف، الذين أنشأ معاوية لهم جهازا خاصا في دولته، يشبه المطابخ السياسية في أيامنا هذه، حيث كانوا يضعون الروايات بما يشاء الحكام وبما تشاء أهواؤهم ونفوسهم المريضة، وبحسب ما تقتضيه السياسة، وينسبون ذلك للنبي كذبا وزورا وبهتانا، فيتمسك المسلم بذلك الحديث الذي صُمِمَ خصيصا لإبعاد الناس عن ولاية أهل البيت أو موالاة أعدائهم، أو تحليل حرام أوتحريم حلال، أو بفرض فضائل لأناس كانوا من أشد الأعداء لرسول الله صلى الله عليه وآله، أو بتكفير شخصيات كان لها الدور البارز والكبير في حماية الدعوة الإسلامية وصيانة الدين، أو تبرير أفعال مشينة فعلها الحاكم مخالفا بذلك النصوص الشرعية القطعية، أو بوضع أحاديث تطعن في عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله، أو تبين أنه كان يسهو أو يجتهد فيخطئ ويصيب، أو بتحريف

اسم الکتاب : محورية حديث الثقلين في العقيدة والأحكام المؤلف : الحسيني، صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست