ننتقل الآن إلى النقطة الثانية في الآية المباركة، وهي معنى إذهاب الرجس ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً )، فتعيّن المراد من أهل البيت بقول رسول الله وبفعل رسول الله، فأصبحت السنّة المتفق عليها مفسّرة للآية المباركة.
فما معنى إذهاب الرجس عن أهل البيت؟
لابدّ من التأمّل في مفردات الآية المباركة:
كلمة ( إنّما ) تدلّ على الحصر، وهذا ممّا لا إشكال فيه ولا خلاف من أحد.
( يريد الله ) الإرادة هنا إمّا إرادة تكوينيّة كقوله تعالى: ( إِذَا أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )[1]، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالى: ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )[2].
فالإرادة، تارةً تكوينيّة، وأُخرى تشريعيّة، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينيّةوإرادة تشريعيّة، ولا خلاف في هذه الناحية أيضاً.
لكن المراد من " الإرادة " في الآية لا يمكن أن يكون إلاّ الإرادة التكوينيّة، لأن الإرادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت، سواء كان المراد من أهل البيت هم الأربعة