responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات في الإعتقادات المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 64
سياق الآية المباركة.

وقد قرأت لكم بنفسي الآيات السابقة على آية التطهير، والكل يعلم وأنتم تعلمون بأنّ الآية الآن في القرآن الكريم جاءت في ضمن الآيات التي خاطب الله سبحانه وتعالى نساء النبي، وقد تعمّدت قراءة الآية، عندنا اصطلاح في علم الأُصول، يقولون: بأنّ السياق قرينة في الكلام، أي أنّه متى ما أردنا أن نفهم معنى كلام أو معنى كلمة، نراها محفوفةً بأيّ كلام، وفي أيّ سياق، فالألفاظ التي تحفّ بهذه الكلمة، والسياق الذي جاءت الجملة في ذلك السياق، يكون معيناً لنا أو معيّنا لنا على فهم المراد من تلك الكلمة أو الجملة، هذا شيء يذكرونه في علم الأصول، وهذا أيضاً أمر صحيح في مورده ولانقاش فيه.

إلاّ أنّ الذين يقرّرون هذه القاعدة، ينصّون على أنّ السياق إنّما يكون قرينة حيث لا يكون في مقابله نصّ يعارضه، وهل من الصحيح أن نرفع اليد عمّا رواه أهل السنّة في صحاحهم وفي مسانيدهم وفي سننهم وفي تفاسيرهم، عن اُمّ سلمة وعن عائشة وعن غيرهما من كبار الصحابة: أنّ الآية مختصّة بالنبيّ وبالأربعة الأطهار من أهل البيت، نرفع اليد عن جميع تلك الأحاديث المعتبرة المعتمدة المتفق عليها بين المسلمين، لأجل السياق وحده، حتّى ندّعي شيئاً لأُمّ سلمة أو لعائشة، وهنّ ينفين هذا الشيء الذي نريد أن ندّعيه لهنّ؟!

ليس هناك دليل أو وجه لهذا المدّعى، إلاّ إخراج الآية المباركة عن مدلولها، عن معناها، عن المراد الذي هو بحسب الأحاديث الواردة هو مراد الله سبحانه وتعالى.

ولولا أنّ الآية المباركة تدلّ على معنى، تدلّ على مقام، تدلّ على مرتبة، تدلّ على شأن، لما كانت هذه المحاولات، لا من مثل عكرمة الخارجي، ولا من مثل ابن كثير الدمشقي، الذي هو تلميذ ابن تيميّة، فالآية المباركة لا يراد من (أهل البيت ) فيها إلاّ من دلّت عليه الأحاديث الصحيحة المتفق عليها، المقبولة بين الطرفين المتنازعين في هذه المسألة.

اسم الکتاب : محاضرات في الإعتقادات المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست