responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات في الإعتقادات المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 111
إذن، فأحمد بن حنبل مع علمه بكون هذا الحديث كذباً يرويه أكثر من مرّة في مسنده! ومحمّد بن جرير الطبري في تاريخه يروي هذا الخبر مع علمه بأنّه كذب! والنسائي أيضاً! وأبو بكر البزّار كذلك! وو... إلى آخره، وهؤلاء كبار علمائهم وأعلام محدّثيهم، يروون مثل هذا الحديث وهم يعلمون أنّه كذب!!

ولو أمكن للإنسان أن يرتاح بمثل هذه الأساليب، فلكلّ منكر أن ينكر في أيّ بحث من البحوث، في أيّ مسألة من المسائل، سواء في أُصول الدين أو في فروع الدين، أو في قضايا أُخرى وعلوم أُخرى، يكتفي بالإنكار، بالنفي، والتكذيب.

لكن هذا الأُسلوب ليس له قيمة في سوق الإعتبار، هذا الأُسلوب لا يسمع ولا يعتنى به، ولا جدوى له ولا فائدة، لذلك لابدّ من أساليب أُخرى.

تحريف الحديث:

من جملة الأساليب: تحريف الحديث، فالطبري يروي هذا الحديث في تاريخه وفي تفسيره أيضاً، إنْ رجعتم إلى التاريخ لرأيتم الحديث كما ذكرناه، ورووه عنه في كتبهم كصاحب كنز العمال[1] وغيره، وأيضاً السيوطي في الدر المنثور[2] يروي هذا الحديث عن الطبري، وينصّ صاحب كنز العمال على أنّ الطبري قد صحّح هذا الحديث، فالحديث في تاريخه كما رأيتم وسمعتم.

أمّا في تفسيره، إذا لاحظتم تفسير الطبري في ذيل هذه الآية المباركة: ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) تأتي العبارة بهذا الشكل: " إنّ هذا أخي وكذا وكذا "[3]، وأصل العبارة: " إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم "، جاء بدل هذه العبارة: " إنّ هذا أخي وكذا وكذا ".


[1] مجمع الزوائد 9 / 113، كنز العمال 13 / 131.

[2] الدر المنثور 6/324 ـ 329 ـ دارالفكر ـ بيروت ـ 1403 هـ.

[3] تفسير الطبري 19/75 ـ دار المعرفة ـ بيروت.

اسم الکتاب : محاضرات في الإعتقادات المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست