مما روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) من كلام له(عليه السلام) لأصحابه ـ كما في نهج البلاغة ـ قال(عليه السلام) : أما إنّه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم ، مندحق البطن ، يأكل ما يجد ، ويطلب ما لا يجد ، فاقتلوه ، ولن تقتلوه ، ألا وإنّه سيأمركم بسبّي والبراءة منّي ، فأمّا السبُّ فسبّوني ، فإنه لي زكاة ولكم نجاة ، وأمَّا البراءة فلا تتبرَّأوا منّي ، فإنّي ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة[1] .
فممن قُتل في محبّة أمير المؤمنين(عليه السلام) وفي سبيله ميثم التمَّار عليه الرحمة ، روي أنَّه قال أمير المؤمنين(عليه السلام) لميثم التمّار(رضي الله عنه) ذات يوم : إنَّك تؤخذ بعدي فتُصلب ، وتُطعن بحربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً ، فتُخضب لحيتُك ، فانتظر ذلك الخضاب ، وتُصلب على باب عمرو بن حريث عاشر عشرة ، أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة ، وامضِ حتى أريك النخلة التي تُصلب على جذعها ، فأراه إيّاها ، وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول : بوركتِ من نخلة ، لكِ خلقتُ ولي غُذِّيتِ ، ولم يزل يتعاهدها حتى قطعت ، وحتى عرف الموضع الذي يُصلب عليه بالكوفة .
قال : وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول : إني مجاورك فأحسن جواري ، فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد .
وروي عن أبي الحسن الرضا(عليه السلام) ، عن أبيه ، عن آبائه صلوات الله عليهم ،