responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 438

من ذلك الدم ، فاحترقت عيناي ، فلمَّا انتبهت كنت أعمى[1] .

وروى السيّد ابن طاووس عليه الرحمة في كتاب الملهوف وابن شهر آشوب وغيرهما ، عن عبدالله بن رباح القاضي قال : لقيت رجلا مكفوفاً قد شهد قتل الحسين(عليه السلام) ، فسئل عن بصره فقال : كنت شهدت قتله عاشر عشرة ، غير أني لم أطعن برمح ، ولم أضرب بسيف ، ولم أرم بسهم ، فلمّا قُتل رجعت إلى منزلي وصلّيت العشاء الآخرة ، ونمت ، فأتاني آت في منامي فقال : أجب رسول الله! فقلت : مالي وله؟ فأخذ بتلابيبي وجرّني إليه ، فإذا النبيّ(صلى الله عليه وآله) جالس في صحراء ، حاسر عن ذراعيه ، آخذ بحربة ، وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة ، فكلّما ضرب ضربة التهبت أنفسهم ناراً ، فدنوت منه وجثوت بين يديه ، وقلت : السلام عليك يا رسول الله ، فلم يردَّ عليَّ ، ومكث طويلا ، ثم رفع رأسه وقال : يا عدوَّ الله ، انتهكت حرمتي ، وقتلت عترتي ، ولم ترع حقي وفعلت وفعلت ، فقلت : يا رسول الله ، ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، فقال : صدقت ولكنك كثَّرت السواد ، ادن مني! فدنوت منه فإذا طست مملوء دماً ، فقال لي : هذا دم ولدي الحسين ، فكحَّلني من ذلك الدم ، فانتبهت حتى الساعة لا أبصر شيئاً[2] .

وروي عن سعيد بن المسيب ، لما استشهد سيدي ومولاي الحسين(عليه السلام)وحجَّ الناس من قابل دخلت على علي بن الحسين (عليه السلام) فقلت له : يا مولاي ، قد قرب الحج فماذا تأمرني؟ فقال : امض على نيّتك وحجّ ، فحججت فبينما أطوف بالكعبة وإذا أنا برجل مقطوع اليدين ، ووجهه كقطع الليل المظلم ، وهو متعلِّق بأستار الكعبة ، وهو يقول : اللهم ربَّ هذا البيت الحرام ، اغفر لي وما أحسبك تفعل


[1] بحار الأنوار ، المجلسي : 45/303 .

[2] بحار الأنوار ، المجلسي : 45/306 .

اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 438
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست