مصيبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحزنه بمقتل الحسين (عليه السلام)
جاء في الزيارة الناحية الشريفة : لقد قتلوا بقتلك الإسلام ، وعطلوا الصلاة والصيام ، ونقضوا السُنَنَ والأحكام ، وهدموا قواعد الإيمان ، وحرفوا آيات القرآن ، وهملجوا في البغي والعدوان ، لقد أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) موتورا ، وعاد كتابُ الله عزّوجل مهجورا ، وغودر الحق إذ قُهرت مقهورا ، وفُقد بفقدِك التكبير والتهليل ، والتحريم والتحليل ، والتنزيل والتأويل ، وظهر بعدك التغيير والتبديل ، والإلحاد والتعطيل ، والأهواء والأضاليل ، والفتن والأباطيل .
فقام ناعيك عند قبر جدك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فنعاك إليه بالدمع الهطول ، قائلا : يا رسول الله قُتل سبطُك وفتاك ، واستُبيح أهلُك وحماك ، وسُبيت بعدك ذراريك ، ووقع المحذورُ بعترتك وذويك ، فانزعج الرسولُ وبكى قلبُه المهول ، وعزاه بك الملائكةُ والأنبياءُ ، وفُجعت بك أمُك الزهراء ، واختلفت جنودُ الملائكة المقربين ، تُعزي أباك أميرالمؤمنين ، وأُقيمت لك المآتم في أعلا عليين ، ولطمت عليك الحور العين ، وبكت السماء وسُكانها ، والجنانُ وخُزانها ، والهضابُ وأقطارُها ، والأرضُ وأقطارُها ، والبحارُ وحيتانُها ، ومكةُ وبنيانُها ، والجنانُ وولدانُها ، والبيتُ والمقامُ ، والمشعرُ الحرام ، والحلُ والإحرام[1] .
روى الشيخ الطوسي عليه الرحمة بالإسناد عن الإمام الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال : أصبحت يوماً أم سلمة رضي الله عنها تبكي فقيل لها : مم بكاؤكِ ؟ فقالت : لقد قُتل ابني الحسين الليلة ، وذلك أنني ما رأيت رسول الله مُنذ