responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 379

ثمَّ جاءه عبدالله وعبد الرحمن الغفّاريّان ، فقالا : يا أبا عبدالله! السلام عليك ، جئنا لنقُتل بين يديك ، وندفع عنك ، فقال : مرحباً بكما ، ادنوا منّي ، فدنوا منه وهما يبكيان ، فقال : يا ابني أخي! ما يبكيكما؟ فوالله إنّي لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين ، فقالا : جعلنا الله فداك ، والله ما على أنفسنا نبكي ، ولكن نبكي عليك ، نراك قد أُحيط بك ولا نقدر على أن ننفعك ، فقال : جزاكما الله ـ يا ابني أخي ـ بوجدكما من ذلك ومواساتكما إيّاي بأنفسكما أحسن جزاء المتقين ، ثم استقدما وقالا : السلام عليك يا ابن رسول الله ، فقال : وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته ، فقاتلا حتى قتلا .

قال : ثمَّ خرج غلام تركيٌّ كان للحسين(عليه السلام) ، وكان قارئاً للقرآن ، فجعل يقاتل ، فقتل جماعة ، ثمَّ سقط صريعاً ، فجاءه الحسين(عليه السلام) فبكى ، ووضع خدَّه على خدِّه ، ففتح عينه فرأى الحسين(عليه السلام) فتبسَّم ، ثمَّ صار إلى ربِّه رضي الله عنه .

قال : ثم رماهم يزيد بن زياد بن الشعثاء بثمانية أسهم ، ما أخطأ منها بخمسة أسهم ، وكان كلَّما رمى قال الحسين(عليه السلام) : اللهم سدِّد رميته واجعل ثوابه الجنَّة ، فحملوا عليه فقتلوه .

قال الراوي : وجاء رجل فقال : أين الحسين؟ فقال : ها أنا ذا ، قال : أبشر بالنار تردها الساعة ، قال : بل أبشر بربٍّ رحيم ، وشفيع مطاع ، من أنت؟ قال : أنا محمد بن الأشعث ، قال : اللهم إن كان عبدك كاذباً فخذه إلى النار ، واجعله اليوم آية لأصحابه ، فما هو إلاَّ أن ثنى عنان فرسه فرمى به ، وثبتت رجله في الركاب ، فضربه حتى قطعه ، ووقعت مذاكيره في الأرض ، فوالله لقد عجبت من سرعة دعائه .

ثمَّ جاء آخر فقال : أين الحسين؟ فقال : ها أنا ذا ، قال : أبشر بالنار ، قال : أبشر بربٍّ رحيم ، وشفيع مطاع ، من أنت؟ قال : أنا شمر بن ذي الجوشن ، قال

اسم الکتاب : المجالس العاشوريّة في المآتم الحسينيّة المؤلف : آل درويش، عبد الله ابن الحاج حسن    الجزء : 1  صفحة : 379
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست