responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغدير في التراث الإسلامي المؤلف : الطباطبائي، السيد عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 96
العربية فلا بد من أن يكون له في مثل ذلك على شيء اعتماد، وعلى رأى سكون وإخلاد.

والمولى ـ على ما يضمره فؤادي وعليه اعتقادي ـ في هذا الخبر بمعنى الأولى، ولا يجوز غيره بدليلين مقنعين، عند من أنصف لا من اعتسف.

وذلك أن الاسماء على ضربين مخصوصة ومشتركة، فالمخصوص منها لا يمكن أن يعدّى به عن خصوصيته، اصطلاحا كان ام توقيفاً على ما هو مسطور في الدفاتر ومبيّن للأصاغر من الأدباء والأكابر. والمشترك يحمله كل ذي علم على ما يدلّ عليه علمه ويهديه اليه فهمه، وكل حزب بما لديهم فرحون.

وهذا الاسم من المشترك عندي، ولا يسوغ حمله على المناسبة والمعاقبة، لكون ذلك معروفاً معلوماً، واهل النحو يقولون: الأخبار بما يعرف لا يفيد، وأنا وإن لم أكن نحوياً فقد شممت رائحته وأنت لائحته، والنبي صلّى الله عليه وآله أجلّ وأعظم من أن يخبر بشيء لا يفيد.

والمولى بمعنى الأولى أولى لقوله تعالى: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم }، ليكون الخبر بهذا التأويل موازياً للوحي والتنزيل، فكأنّه قال عليه السلام: كلّ مؤمن أنا أولى به من نفسه فعلي كذلك، لأن عليا عليه السلام نفس النبي صلّى الله عليه وآله بدلالة قوله تعالى: { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } ومعلوم أن الإنسان لا يدعو نفسه، فثبت أن المراد بأنفسنا علي عليه السلام.

واذا كان كذلك فقول الله تعالى: { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } كان أمير المؤمنين كذلك.

وقول النبي صلّى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، وارد عنه على ذلك المدرج والمنهج، فالعدول عن ذلك عندي لا يسوغ.

اسم الکتاب : الغدير في التراث الإسلامي المؤلف : الطباطبائي، السيد عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست