responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام المؤلف : الحسّون، فارس    الجزء : 1  صفحة : 20
فإن هذه الصفات، بالأخص قوله تعالى: (والحافظون لحدود اللّه) لا يمكن أن يتصف بها كاملة إلاّ المعصوم(عليه السلام).

وروي عن بشير الدهان، عن الإمام الصادق(عليه السلام)، قال: قلت له: إنّي رأيت في المنام أني قلت لك: إن القتال مع غير الإمام المفترض طاعته حرام، مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، فقلت لي: نعم هو كذلك، فقال أبو عبد اللّه(عليه السلام): "هو كذلك، هو كذلك"[1].

وروى أبو عمرو الزبيري أنه قال: قلت للإمام الصادق(عليه السلام): أخبرني عن الدعاء إلى اللّه والجهاد في سبيله، أهو لقوم لا يحلّ إلاّ لهم ولا يقوم به إلاّ من كان منهم أم هو مباح لكل من وحّد اللّه عزّ وجل وآمن برسوله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ومن كان كذا فله أن يدعو إلى اللّه عز وجل وإلى طاعته وأن يجاهد في سبيل اللّه؟

فقال: "ذلك لقوم، لا يحلّ إلاّ لهم، ولا يقوم به إلاّ من كان منهم".

فقلت: من أولئك؟

فقال: "من قام بشرائط اللّه عز وجلّ في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى اللّه عزّ وجل، ومن لم يكن قائماً بشرائط اللّه عز وجل في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد والدعاء إلى اللّه، حتى يحكم في نفسه بما أخذ اللّه عليه من شرائط الجهاد"...[2].

وسواء وافقنا من اعتمد على هذا الرأي في عدم جواز الجهاد بدون إذن الإمام المعصوم(عليه السلام) الذي بواسطته تكون الحجّة تامة والدعوة كاملة، أو خالفناه وقلنا بالرأي القائل بجواز الجهاد مع عدم وجود الإمام المعصوم; فإن العامل المشترك في القولين هو "تمامية الحجة" و"تمامية الدعوة"، والاختلاف يكون في المصداق الخارجي للتمامية، الذي هو على القول الأول لا يمكن بدون المعصوم، وعلى القول الثاني امكانه مع غير المعصوم.

وتمامية الحجة والدعوة في الجهاد، تخرج الموضوع من أساسه عن محاربة الفكر


[1] الشيخ الكليني: الكافي ج5 ص27 ح2، الشيخ الطوسي: التهذيب ج6 ص134 ح226.

[2] الشيخ الكليني: الكافي ج5 ص13 ح1.

اسم الکتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام المؤلف : الحسّون، فارس    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست