responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام المؤلف : الحسّون، فارس    الجزء : 1  صفحة : 19

العلاقة مع الآخر... والجهاد:

من أبرز المصاديق التي كانت ولا زالت محلاًّ للاعتراض على مسألة العلاقة مع الآخر، هي مسألة الجهاد في الإسلام، باعتبار أن هذا الحكم يتنافى مع حرية التفكير والمعتقد، ويعتبر المصداق البارز للعنف، وهو العائق الأساس أمام العلاقة مع الآخر.

ولا يمكن أن نصل إلى حقيقة نظر الشارع إلى موضوع الجهاد، قبل طرح مسألة "تمامية الحجّة" على طاولة الحوار.

وقد أشرنا في الفصل السابق "العلاقة مع الآخر... والعنف"، إلى العامل المشترك الذي يؤكد عليه أهل البيت(عليهم السلام) في كثير من الأحكام الشرعية، وهو "تمامية الحجة" ومن هذه الأحكام الشرعية هي مسألة "الجهاد"، التي اشترط فيها الشارع المقدس ـ وفقاً لمباني مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) ـ تمامية الحجة التي لا يمكن أن تأتي إلاّ بواسطة المعصوم(عليه السلام)الذي يتمثل عند مذهب أهل البيت(عليهم السلام) بالنبي والأئمة الاثني عشر صلوات اللّه عليهم أجمعين.

فقد روي أن عباد البصري لقي علي بن الحسين(عليه السلام) في طريق مكة، فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه، إنّ اللّه عز وجل يقول: (إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنة يقاتلون في سبيل اللّه )الآية[1]، فقال علي بن الحسين صلوت اللّه عليه: "أتم الآية"، فقال: (التائبون العابدون الحامدون للّه السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود اللّه وبشّر المؤمنين)[2]، فقال علي بن الحسين(عليه السلام): "إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج"[3].


[1] سورة التوبة: 111.

[2] سورة التوبة: 112.

[3] الشيخ الكليني: الكافي ج5 ص22 ح1، الشيخ الطوسي: التهذيب ج6 ص134 ح225.

اسم الکتاب : العلاقة مع الآخر في ضوء الوسطية في الإسلام المؤلف : الحسّون، فارس    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست