أقول: إنّ هناك فرق بين عصمة الأنبياء السابقين لنبيّنا (عليهم السلام) وبين عصمة خاتم الأنبياء وأهل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين، ولكن هذا الفرق من حيث المبادئ والنتيجة، أي أنّ عصمة الأنبياء يصدر معها ترك الأولى[2]، ولكن عصمة النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته لا يصدر معها ترك الأولى، كما يلاحظ ذلك في قصّة آدم وداود (عليهما السلام)[3]، إلاّ أنّ ترك الأولى لا يضرّ بالعصمة.
[2] مراده من ترك الأولى هو أنّ الأولى للإنسان أن يفعل كذا لأنّه في مصلحته ولائق بحاله ولكنّه لو لم يفعل فيسمّى تارك للأولى، وترك ما هو أولى من غيره ليس بمعصية لأنّه مخالفة لأمر إرشادي وليس لأمر مولوي أي أمر واجب.
[3] في قصّة آدم (عليه السلام) عندما أكل من الشجرة التي نهاه الله تعالى عنها فكان الأولى أي الأحسن أن لا يأكل منها ولكنّه خالف الأمر الإرشادي وأكل وهذا ما ذكرته الآيات القرآنية، وقصّة داود (عليه السلام) الذي كان الأولى به أن يستمع إلى أصحاب الدعوى على حدّ سواء ولا يسمع أحدهما ويترك الآخر ولكنّه استمع إلى أحدهما دون الآخر، وهذا مذكور في الآيات القرآنية.
اسم الکتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) المؤلف : العلوي، السيد عادل الجزء : 1 صفحة : 58