responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) المؤلف : العلوي، السيد عادل    الجزء : 1  صفحة : 57
الزهراء (عليها السلام) اختبرها الله تعالى بالصبر كما ورد في زيارتها يوم الأحد: «السلام عليكِ يا ممتحنة، امتحنكِ الذي خلقك قبل أن يخلقكِ، وكنت لما امتحنكِ به صابرة»[1]، فإذن اختبرها الله تعالى بالصبر الذي هو أساس الأخلاق ولم يختبرها بالزهد، لأنّ الزهد فرع من فروع الأخلاق. فلو سأل سائل: لِمَ اختبر الله تعالى أنبيائه بالزهد؟ فالجواب: إنّ الزهد في هذا الدنيا يؤهّل النبيّ لممارسة وظيفته التي بعث من أجلها، ألا وهي هداية الناس، فلا يكون غير الزاهد في الدنيا له القدرة على دعوة الناس للآخرة، فزهد الأنبياء يؤهّلهم للخوض في المجتمعات وعدم التلوّث بالمحيط الكافر، والبيئة المتلوّثة بالشرك والمعاصي.

نكتة أخلاقية:

إنّ العلماء ورثة الأنبياء كما ورد في الأخبار الشريفة، وللنبيّ أكثر من عشرين مقاماً ومن هذه المقامات مقام الهداية والحكومة والزهد، ولهذا فإنّ كلّ نبيّ زاهد حتّى النبيّ سليمان (عليه السلام) الذي ملك الدنيا بأسرها، لأنّ الزهد جمع في كلمتين كما في القرآن الكريم:

{لِكَيْلا تَأسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَـفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}[2].

فإذا قلنا إنّ العالِم يرث النبيّ، فلا بدّ أن يكون زاهداً بالإضافة إلى علمه، وهذه اللابدّية أخلاقية وليست شرعيّة، لأنّ الزاهد يحكم قلوب الناس، فلهذا حكم الأنبياء على قلوب المؤمنين به، وهكذا العالم الرباني فإنّه يحكم على قلوب


[1] مفاتيح الجنان: 96، زيارة فاطمة الزهراء يوم الأحد.

[2] الحديد: 23.

اسم الکتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) المؤلف : العلوي، السيد عادل    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست