responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) المؤلف : العلوي، السيد عادل    الجزء : 1  صفحة : 36
إنّي أسألك بكمالك كلّه»[1]، وذكرنا أيضاً أنّه كما تتقدّم البشرية في العلوم الحديثة والعصرية، فمن العدل الإلهي أن يتقدّم العلماء الإلهيون في العلوم الإلهية أيضاً، فإذا لمسنا تأخّراً في العلوم الإلهية فليس هذا التأخّر من جهة الفاعل وإنّما هو من جهة القابل، أي أنّ القصور في المتلقّي وإلاّ فالعلماء الإلهيون على درجة عالية من الفاعلية للفيض[2] على من يريد معرفة العلوم الإلهيّة، وذكرنا أيضاً أنّ للإنسان علوم معاشية، فلا بدّ له من علوم معادية أيضاً، وقلنا إنّ العلوم المعادية تنحصر بحسب ما جاء في الحديث الشريف في علوم ثلاثة[3]، تبعاً لحاجة الإنسان إليها، فالعلم الأوّل الذي هو علم العقائد والذي يسمّى عند أهل الفنّ بعلم الكلام[4]، هو الذي يعتني بكمال العقل وتربيته والترقّي فيه إلى الدرجات العلى، والعلم الثاني هو علم الأخلاق وهذا يهتمّ ببناء الروح الإنسانية وتهذيبها وصيقلة القلب وتزكيته، والعلم الثالث هو علم الفقه فوظيفته تربية البعد المادّي والروحي معاً


[1] مفاتيح الجنان: أعمال شهر رمضان، دعاء السحر.

[2] إنّ العلماء لهم القدرة على العطاء والإفاضة على من يريد تحصيل هذه العلوم بشرط استعداده لتلقّيها.

[3] إشارة إلى الحديث الذي تقدّم «إنّما العلم ثلاثة: آية محكمة، وفريضة عادلة، وسنّة قائمة، وما خلاهن فضل...».

[4] عُرّف علم العقائد بعلم الكلام لدواعي متعدّدة منها أنّ العلماء عندما بحثوا في أنّ كلام الله تعالى هل هو مخلوق أو قديم وهل إنّ كلامه كلام نفسي أو إيجاد الكلام في الأشياء وصار في هذه الأبحاث خلاف كبير أدّى إلى محاربة بعضهم البعض فسمّي البحث في العقائد بعلم الكلام للغلبة في ذلك، وهناك وجوه ستّة اُخرى ذكرها سيّدنا الاُستاذ في (دروس اليقين في معرفة اُصول الدين) المجلّد الأوّل من موسوعته الكبرى (رسالات إسلامية) فراجع.

اسم الکتاب : عصمة الحوراء زينب (عليها السلام) المؤلف : العلوي، السيد عادل    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست