responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة الصحابة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 71
ومن المقرّر في موضعه تاريخياً ـ برغم الدعاوي الأُخرى ـ أنّ أوّل السابقين إلى الإسلام هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ومن ثمّ حاولت الدعاوي الأُخرى الاستعاضة لتطبيق الآية بأنّ عليّـاً أوّل من أسلم من الأحداث، وأنّ خديجة أوّل من أسلم من النساء، وأنّ...

ولكنّ السبق والأوّلية في الآية غير مقيّدتين بحيثية السنّ أو الجنس، هذا من جانب، ومن جانب آخر نرى أنّ استعمال القرآن الكريم للسبق هو بمعنىً خاصّ كما تطالعنا به سورة الواقعة، وهذا كديدَن الاستعمال القرآني في العديد من عناوين الألفاظ كالصدّيقين والاصطفاء والتطهير..

فالمعنى الذي في سورة الواقعة ( السابقون السابقون * أُولئك المقرّبون )[1] هو خصوص " المقرّب "، وقد أكّدت الآية على عنوان "السبق " بالتكرار للإشادة به، و " المقرّب " قد أُريد به معنىً خاصّ في سورة المطفّفين: ( كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّـين * وما أدراك ما علّيّـون * كتابٌ مرقومٌ * يشـهده المقرّبون )[2]، فعرّف المقرّب بأنّه الذي يشهد كتاب الأبرار، وشهادة الأعمال من خصائص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)كما ذكرت ذلك الآيات كما في سورة التوبة..

وهذا يعطينا مؤدّى أنّ " المقرَّب " ليس من درجة الأبرار من أنماط المؤمنين، بل فوقهم شاهد لِما يعملونه، وشهادة الأعمال لا ريب أنّها نحو من الغيب الذي لا يطلعه الله إلاّ لمن ارتضى من رسول، فهي نحو من العلم اللدُنّي الإلهي المخصّص بالمقرّبين، فهم نحو من الّذين أُوتوا مناصب إلهية غيبية جعلها لهم.


[1] سورة الواقعة 56: 10 و 11.

[2] سورة المطفّفـين 83: 18 ـ 21.

اسم الکتاب : عدالة الصحابة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 71
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست