responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدالة الصحابة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 25
والإقامة على العديد من السنن المقترحة وجعلها معالماً للدين.

ولقد كان الاختلاف بينهم والتضليل إلى حدّ المقاتلة، وهي تعني استباحة كلّ طرف دم الطرف الآخر، فكلّ طرف يرى الطرف الآخر مقيم على أمر وحال يبيح معـه دمـه، فإذا كان زعم العامّـة أنّـه لا بُـدّ من ترك الخوض في الفتن التي جرت بين الصحابة، حفظاً لحرمة الصحابة وتعظيماً وتجليلا لصحبتهم، فهذا الخطب أَوْلى الناس بمراعاته ـ في ما بينهم ـ الصحابةُ أنفسهم، لا الانتهاء إلى نقيض ذلك من استباحة دم الطرف الآخر.

فليس إلاّ أنّ الخطب جليل، أَحبط في نظر الطرف الأوّل ما للطرف الآخر من أعمال وسابقة، وانتفت حرمته إلى استباحة دمه!

فمع كلّ ذلك، كيف يسوغ لنا الاحتجاج بأقوال وأفعال كلّ من المصيب والخاطئ، والمحقّ والمبطل، والهادي والضالّ، والمستقيم الموفي لِما عاهد عليه الله ورسوله، والمبدّل الناكث لِما عاهد؟!

وهل هذا إلاّ جمع بين المتناقضين، وقلّة الحرج في الدين، وتهوين لأمر الدين؟!

وقول التفتازاني وغيره المتقدّم: " إنّ مقاتلتهم كانت لارتفاع التباين والعود إلى الأُلفة والاجتماع بعدما لم يكن طريق سواه. وبالجملة: فلم يقصدوا إلاّ الخير والصلاح في الدين. وأمّا اليوم، فلا معنى لبسط اللسان فيهم إلاّ التهاون بنقلة الدين، الباذلين أنفسهم وأموالهم في نصرته ".

نعم، كانت لارتفاع التباين والعود إلى... ولكنّها تقتضي مدافعة الطرف الآخر ولو بإراقة دمه واستباحته، لإقامته على المنكَر والباطل ; فهذا يبرهن على المباينة في سيرتهم وأقوالهم ودعوتهم.

اسم الکتاب : عدالة الصحابة المؤلف : السند، الشيخ محمد    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست