responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 81
والقطقطانة[1] وما وإلى ذلك الصقع، فوجّهت إليه جنداً كثيفاً من المسلمين، فلمّا بلغه ذلك فرّ هارباً، فاتبعوه ولحقوه ببعض الطريق وقد أمعن، وكان ذلك حين طفلت الشمس للإياب، فتناوشوا القتال قليلاً، فلم يبصر إلاّ بوقع المشرفية، وولى هارباً، وقتل من أصحابه بضعة عشر رجلاً ونجا مريضاً بعد ما أخذ منه المخنق، فلأيّ بلاء ما نجا.

فأمّا ما سألتني أن أكتب إليك برأيي فيما أنا فيه، فإنّ رأيي جهاد المحلين حتّى ألقى اللّه، لا تزدني كثرة الناس عزّة، ولا تفرقّهم عنّي وحشة، لأني محقّ واللّه مع الحقّ، وواللّه ما أكره الموت على الحقّ، وما الخير كُلّه إلاّ بعد الموت لمن كان محقّاً.

وأمّا ما عرضت به من مسيرك إلى بنيك وبني أبيك، فلا حاجة لي في ذلك، فأقم راشداً محموداً، فواللّه ما أحبّ أن تهلكوا معي إن هلكت، ولا تحسبن ابن أبيك لو أسلمه الناس متخشّعاً ولا متضرّعاً، إنّه لكما قال أخو بني سليم:


فإن تسأليني كيف أنت فإنّنيصبور على ريب الزمان صليب
يعزّ عليّ أن ترى بي كآبةفيشمت باغ أو يساء حبيب "[2]


[1]موضع قرب الكوفة.

[2]شرح نهج البلاغة 2: 120، الإمامة والسياسة: 54، بحار الأنوار 34: 24، جواهر المطالب 1: 366.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست