responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 76
اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس في القوم، ما رأيت إلاّ مصلياً، ولا سمعت إلاّ قارئاً. ومررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممّن نفر برسول اللّه ليلة العقبة[1].

وقال له معاوية: إنّ علياً قطع قرابتك وما وصلك؟

فقال له عقيل: واللّه لقد أجزل العطية وأعظمها، ووصل القرابة وحفظها، وحسن ظنّه باللّه إذ ساء به مثلك، وحفظ أمانته، وأصلح رعيته إذ خنتم وأفسدتم وجرتم ; فاكفف لا أباً لك ; فإنّه عمّا تقول بمعزل[2].

ثُمّ صاح: يا أهل الشام، عنّي فاسمعوا لا عن معاوية، إني أتيت أخي علياً فوجدته رجلاً قد جعل دنياه دون دينه، وخشي اللّه على نفسه، ولم تأخذه في اللّه لومة لائم... وإنّي أتيت معاوية فوجدته قد جعل دينه دون دنياه، وركب الضلالة، واتبع هواه، فأعطاني ما لم يعرق فيه جبينه، ولم تكدح فيه يمينه، رزقاً أجراه اللّه على يديه، وهو المحاسب عليه دوني، لا محمود ولا مشكور.

ثُمّ التفت إلى معاوية فقال: أما واللّه يابن هند ما تزال منك سوالف يمرها منك قول وفعل، فكأنّي بك وقد أحاط بك ما الذي منه تحاذر.

فأطرق معاوية ساعة ثُمّ قال: من يعذرني من بني هاشم، ثُمّ أنشد يقول:


أُزيدهم الإكرام كي يشعبوا العصافيأبوا لدى الإكرام أن لا يكرموا


[1]شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 125.

[2]الدرجات الرفيعة: 161.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست