وحينئذ فلا غرابة في التحدّث عن موقف أبي الفضل وما أبداه من كر وإقدام خصوصاً بعد ما أوقفنا النصّ النبوي الآتي على ما حواه ولد أبي طالب من بسالة وبطولة.
وأمّا يوم شهادة أخيه الإمام المجتبى فله أربع وعشرون سنة وقد ذكر صاحب كتاب " قمر بني هاشم " ص84 أنّه لمّا رأى جنازة سيّد شباب أهل الجنّة ترمى بالسهام عظم عليه الأمر، ولم يطق صبراً دون أن جرد سيفه وأراد البطش بأصحاب " البغلة " لولا كراهية السبط الشهيد الحرب، عملاً بوصية أخيّه " لا تهرق في أمري محجمة من دم "[1]، فصبر أبو الفضل على أحرّ من جمر الغضا، ينتظر الفرصة، ويترقب الوعد الإلهي، فأجهد النفس، وبذل النفس في مشهد (النواويس)، وحاز كلتا الحسنيين.