responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 247

موقفه في الطفّ


ربما يستعصي البيان عن الإفاضة في القول في هذا الفصل لشدّة وضوحه، وربما أعقب الظهور خفاءً، فإنّ من أبرز الصفات الحميدة في الهاشميين الشجاعة وقد جُبلوا عليها، وبالأخص الطالبيين، وقد أوقفنا على هذه الظاهرة الحديث النبويّ: " لو ولد الناس أبو طالب كُلّهم لكانوا شجعاناً "[1].

إذا فما ظنّك بطالبي أبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) قاتل عمر بن عبد ودّ، ومزهق مرحب، وقالع باب خيبر، وقد عرق في ولده البسالة كُلّها والشهامة بأسرها، وعلّمه قراع الكتائب، فنشأ بين حروب طاحنة، وغارات شعواء، وخؤولته العامريّون الذين شهد لهم عقيل بالفروسية، وللخؤولة كالعمومة عرق ضارب في الولد، ومن هنا قالت العرب: (فلان معم مخول) إذا كان كريمهم وحوى المزايا الحميدة عنهما[2]، ولم يعقد أمير المؤمنين (عليه السلام) على أُمّ البنين إلاّ


[1]شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10: 78، كشف الغمة 2: 235 باختلاف الفاظ الرواية بلفظ: " للّه در أبي طالب لو ولد الناس كلّهم كانوا شجعاناً " كما في كشف الغمة للأربلي، أو: " لو ولد أبو طالب الناس كلّهم لكانوا شجعاناً " كما في شرح النهج.

[2]لسان العرب 11: 224، تاج العروس 14: 216. وقد نظم هذه الخاصة أبو بكر محمّد بن العبّاس الخوارزمي المتوفّى سنة 373، ففي معجم البلدان 1: 57 بمادة (آمل) أنّه قال:


بآمل مولدي وبنو جريرفأخوالي ويحكي المرء خاله
فها أنا رافضي عن تراثوغيري رافضي عن كلاله

عرّض بابن جرير صاحب التاريخ فإنّه أخو أُمّه، وكان من أهل السنّة، وإنّما نسبه إلى التشيّع الحنابلة لتصحيحه حديث الغدير، فتشيّعه ادعائي وهو المعبّر عنه (بالكلالة)، فإنّها في اللغة ما لم يكن من النسب لحاً، فقول الحموي في المعجم: (كذب الخوارزمي ; لأنّ ابن جرير من أعلام السنّة) مبنيّ على عدم فهمه الغرض من البيت، فالخوارزمي لم يعترف بتشيعه.

وقال الذهبي في تاريخه 27: 68: " وقال الحاكم في تاريخه: كان واحد عصره في حفظ اللغة والشعر، وكان يذاكرني بالأسماء والكنى حتّى يحيّرني حفظه.. ".

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست