responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 194
فلقد كان المحاربون للمسلمين شتات، من طواغيت العرب، حداهم إلى الحرب بواعث الحقد والنخوة، ومن المحتمل القريب انحلال جامعتهم إذا ضربت الحرب عليهم بجرانها لأنّهم كانوا يفقدون أيّ مدد من القبائل، ولم يخرجوا متأهّبين للاستمداد، حيث ظنّوا خوراً في المسلمين، وحسبوا استئصال شأفتهم وأنّهم كشربة ماء (ولكن لا مبدّل لحكم اللّه تعالى).

فالموقف يوم الطفّ أحرج، والكرب أكثر، والمقاسات أصعب، وبقدر المشقّة تجري الأُجور، وتقسم الفضائل، فشهداء كربلاء أولى بالفضيلة.

وضَرب الإمام (عليه السلام) المثل لهم بأهل بدر إذ يقول: " إنّك مضيت على ما مضى به البدريون " لا يوجب فضيلة أهل بدر عليهم، كما هي قاعدة التشبيه، وإنّما ذلك من باب التقريب إلى الأفهام، كما في قوله تعالى: { مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاة فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ... }[1].

وأين من النور الإلهي المشكاة ومصباحها، ولكن لمّا لم تدرك الأبصار ذلك النور الأقدس، وإنّما تُدركه البصائر، ضرب اللّه تعالى المثل بما يدركونه ; تقريباً للأذهان، وهكذا الحال فيما نحن فيه.

وإلى هذه الدقيقة وقع الإيعاز منه (عليه السلام) فيما بعد هذه الفقرة من الزيارة بقوله (عليه السلام): " فجزاك اللّه أفضل الجزاء، وأكثر الجزاء، وأوفر الجزاء، وأوفى جزاء أحد ممّن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، وأطاع ولاة أمره "[2].


[1]النور: 35.

[2]كامل الزيارات: 441، تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي 6: 66، المزار للمفيد: 122، المزار للمشهدي: 178.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست