responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 13

مقدّمة


إنّ للنسب مكانةً كبرى في شتّى النواحي، فليس من المستنكر دخله في تهذيب الأخلاق، فإنّ الإنسان مهما كان مولعاً بالشهوات مستهتراً ماجناً، إذا عرف أنّ له سلفاً مجيداً، وأنّ من ينتمي إليهم أُناس مبجّلون ـ كما هو الشأن في جلّ البشر، إن لم نقل كلهم ـ لا يروقه أن يرتكب ما يشوّه سمعتهم، وإنّما يكون جلّ مسعاه أن يكون خلقاً صالحاً لهم، يجدّد ذكرياتهم، ويخلّد ذكرهم الجميل بالتلفّع بمكارم الأخلاق.

ولقد جعل اللّه تعالى أبناء آدم (عليه السلام) شعوباً وقبائل ليتعارفوا[1]، فتشتبك الأواصر، وتتواصل الأرحام، ويحمى الجوار بالتساند والمؤازرة، ويعرفهم من عداهم كتلة واحدة، فيهاب جانبهم ولا تخفر ذمتهم، فيسود بذلك السلام والوئام، ومن هنا نشاهد المردة من قوم شعيب قالوا له لما عتوا عن أمره: { وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ }[2].

فإذن يكون في مشتبك الأواصر مناخ العزّ ومأوى الهيبة كما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن: " وأكرم عشيرتك، فإنّهم جناحُك الذي به تطير، وأصلك الذي إليه تصير، ويدك التي بها


[1](خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَر وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات: 13.

[2]هود: 91.

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست