ففي الحديث عن أحمد بن إبراهيم قال: دخلتُ على حكيمة بنت الجواد[1] أُخت أبي الحسن الهادي..، فكلّمتها من وراء حجاب، وسألتها عن دينها، فسمّت لي من تأتم به، ثمّ قالت: فلان بن الحسن بن علي، فسمّته.
فقلت لها: جعلني اللّه فداك معاينة أو خبراً؟
فقالت: خبراً عن أبي محمّد (عليه السلام) كتب به إلى أُمه.
فقلت لها: فأين المولود؟
فقالت: مستوراً.
فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟
فقالت: إلى الجدّة أُمّ أبي محمّد (عليه السلام).
فقلت لها: اقتدي بمن وصيّته إلى المرأة؟
فقالت: اقتداء بالحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، إنّ الحسين بن علي (عليهما السلام) أوصى إلى أُخته زينب بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الظاهر، وكان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم ينسب إلى زينب بنت علي تستّراً على علي ابن الحسين[2].
ولليقين الثابت والبصيرة النافذة لم تكترث بشيء من الأهوال ولا راعها الهزاهز، منذ مشهد الطفّ إلى حين وصولها المدينة، وكان بمنظر منها مصارع آلِ اللّه نجوم الأرض من آل عبد المطلب، وبينهم سيّد شباب أهل الجنّة، بحالة تنفطر لها السموات، وتنشق الأرض، وتخرّ الجبال هدّا.