فهذا الحديث الصحيح واضح الدلالة والمعنى، والمرأة التي سألت النبي (صلى الله عليه وآله) هي زوجه صفية بنت حيي التي اُجلي أهلها من خيبر، ولم يبق لها أهل، فمن حقها أن تطمئن على مصيرها وتعرف الذي سيتولى أمرها بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله).
أما حديث البخاري فهو شديد الغموض، فمن هي تلك المرأة ومن هو أبوها، ألم يكن لها اسم أو قبيلة تنتسب إليها؟، وماذا طلبت من النبي (صلى الله عليه وآله) ولماذا توقعت المعاودة وسألت عن الشخص الذي يليه إذا توفي؟ وكذلك حديث الأعرابي الذي أخرجه الطبراني - وواضح أن الراوي الذي اختلق هذه الكذبة تعمد أن يجعله أعرابياً مجهولا- ومثله حديث الاسماعيلي، فالذي أتى النبي (صلى الله عليه وآله) أعرابي مجهول، والأغرب من ذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكتف بالنص على أبي بكر، بل نص على عمر أيضاً!
أموال أبي بكر
لقد أصبحت صورة النبي (صلى الله عليه وآله)، والتي حفظتها ذاكرة المسلمين جيلا بعد جيل، هي صورة الرجل الفقير الجائع الذي تمرّ عليه الأيام والليالي يبيت
[1] مجمع الزوائد 9: 113 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح الجزء : 1 صفحة : 520