responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 450
يعترضهم فيما يفعلونه، ثم دعاهم فقتل منهم اثني عشر رجلا، فنفر أهل الموصل وحملوا السلاح، فأعطاهم الأمان، وأمر فنودي: من دخل الجامع فهو آمن، فأتاه الناس يهرعون إليه، فأقام يحيى الرجال على أبواب الجامع، فقتلوا الناس قتلا ذريعاً أسرفوا فيه، فقيل إنه قتل فيه أحد عشر ألفاً ممّن له خاتم، وممن ليس له خاتم خلقاً كثيراً. فلما كان الليل سمع يحيى صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن، فسأل عن ذلك الصوت فأخبر به فقال: إذا كان الغد، فاقتلوا النساء والصبيان. ففعلوا ذلك، وقتل منهم ثلاثة أيام، وكان في عساكره قائد معه أربعة آلاف زنجي، فأخذوا النساء قهراً...![1]

أمام هذه التصرفات الشنيعة للعباسيين، بدأ الناس يتململون، وتحركت عوامل النقمة، ثم الثورة على العباسيين، ففي سنة (133 هـ) "خرج شريك بن شيخ المهري ببخارا على أبي مسلم ونقم عليه وقال: ما على هذا اتبعنا آل محمد، أن تسفك الدماء، وأن يعمل بغير الحق!

وتبعه على رأيه أكثر من ثلاثين ألفاً، فوجّه إليهم أبو مسلم زياد بن صالح الخزاعي فقاتله...[2].

العباسيون والعلويين

كانت الأخطار التي تتهدد الدولة العباسية تتمثل في ثورات الخوارج والعلويين بالدرجة الاُولى، وبما أن الخوارج -رغم تعدد فرقهم وكثرة ثوراتهم وشدة بأسهم- لم يستطيعوا أن يكوّنوا قاعدة شعبية عريضة تدين لهم بالولاء والانتماء، وذلك بسبب غرابة آرائهم وتطرفهم، وتكفيرهم جميع


[1] الكامل في التاريخ 5: 443.

[2] الطبري 7: 459، الكامل 5: 448، البداية والنهاية 10: 56.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 450
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست