responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 449

تغيّر موقف العباسيين من معاوية

كان الناس في معظم البلاد الإسلامية ينتظرون زوال ملك بني اُمية الذي فتّ في عضده كثرة الثورات التي قامت عليه من مختلف الفئات، وكان للعلويين نصيب كبير في تلك الثورات، ولما بدأت علامات الزوال تلوح على دولة الاُمويين بعد هزيمتهم في معركة الزاب أمام جيوش العباسيين، استبشر الناس خيراً، حتى إن مروان بن محمد، "لما هزمه عبدالله بن علي بالزاب، أتى مدينة الموصل وعليها هشام بن عمرو التغلبي وبشر بن خزيمة الأسدي، فقطعا الجسر! فناداهم أهل الشام: هذا أمير المؤمنين مروان! فقالوا: كذبتم، أمير المؤمنين لا يفر. وسبّه أهل الموصل وقالوا: يا جعدي، يا معطّل، الحمد لله الذي أزال سلطانكم وذهب بدولتكم، الحمد لله الذي أتانا بأهل بيت نبيّنا...[1]

إلاّ أن الناس سرعان مامنوا بخيبة أمل كبيرة، حينما تبيّن لهم بأن العباسيين لم يكونوا أقلّ شراً من الاُمويين، إن لم يكونوا أكثر، خصوصاً بعد المذبحة الفظيعة التي ارتكبها العباسيون في مدينة الموصل وغيرها، ففي نفس السنة التي ابتدأ العباسيون بها عهدهم الجديد، استعمل السفاح أخاه يحيى بن محمد على الموصل بدلا من محمد بن صول، فارتكب فيها مذبحة رهيبة، "وكان سبب ذلك أن أهل الموصل امتنعوا من طاعة محمد بن صول وقالوا: يلي علينا مولى الخثعم! وأخرجوه عنهم، فكتب الى السفاح بذلك واستعمل عليهم أخاه يحيى بن محمد، وسيّره إليها في اثني عشر ألف رجل، فنزل قصر الامارة بجانب مسجد الجامع، ولم يُظهر لأهل الموصل شيئاً ينكرونه ولم


[1] الكامل 5: 424.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست