قد كان ينبغي أن يأتي بحجّة على هذا، مثاله: أن يقول: جلّ جلاله قال عن الحامل: (فَلَمّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُما)[2]، فكان هذا شاهداً أنّ الثقل الحمل في البطن، وإلاّ فلولا هذا العرف القرآني كان الانسان ثقلاً عليها، سواء كان على بطنها أو ظهرها، بل كان إذا صار في بطن الارض فكأنّه قد خفّ عن بعضها وصار ثقلاً على بعضها.
ولو كان يحتمل أن يقال: إنّ المكلّفين لمّا كانوا حاملين لاثقال الاوزار وحاملين لاثقال الحساب[3] وحاملين لاثقال التكليف، جاز أن يسمّوا أثقالاً للارض، فإنّ في الحديث: إنّ الارض تستثقل العصاة لله جلّ جلاله، مجازاً، لانّها محمولة بالله، والله جلّ جلاله الحامل لها ولهم وهو يبغضهم ويمقتهم، وكلّ ممقوت ثقيل.
[175] فصل:
فيما نذكره من كتاب اسمه تنزيه القرآن من[4] المطاعن، تصنيف عبد الجبار بن أحمد، من سابع عشر قائمة من أوّله، من الوجهة الثانية منها بلفظه:
مسألة: وسألوا عن قوله: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ)[5]، قالوا: ولو عرف كلّ أهل
[1]مجاز القرآن 2 / 306، وفيه: وإذا كان فوقها فهو ثقل عليها.