بل كيف يمهرها عمر هذا المبلغ الضخم بقوله: وأعطيت هذا المال العريض إكراماً لمصاهرتي إيّاه[1]. وهو الذي هدد مَن زاد في مهور النساء بجعل ما زاد على مهر السُنّة في بيت المال، فاعترضت عليه تلك المراة بقوله تعالى { وآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأُخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وإِثْماً }[2] ثمّ رضوخ عمر لكلامها وقوله: كلّ الناس أفقه من عمر حتى ربّات الحجال في خدورهن[3]، أو: امرأة أصابت ورجل أخطأ[4].
وجاء في كتاب السرائر: خطب الناس عمر بن الخطّاب وذلك قبل أن يتزوج أُمّ كلثوم بيومين، فقال: أيّها النّاس لا تغالوا بصدقات النساء، فإنّه لو كان الفضل فيها لكان رسول الله يفعله، كان نبيكم يصدق المرأة من نسائه المحشوَّةَ، وفراشَ الليف، والخاتم، والقدح الكثيف، وما أشبهه، ثم نزل المنبر، فما قام إلاّ يومين أو ثلاثة حتّى أرسل في صداق بنت عليّ أربعين ألفاً[5].
إنّه ليثير الاستغراب حقاً؟!
إنّ إعطاء عمر هذه الأرقام الخيالية من الأموال ـ أربعين ألف دينار،