responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 381

في الشريعة

أيها الدكتور فهذا الإله الكامل على الإطلاق العالم بالخفيات والمحيط بحقائق المصالح والمفاسد وأسرارها إله الرحمة والرأفة والصلاح والاصلاح هل يليق بجلاله وكماله وقدسه ورحمته أن يهمل الانسان المدني الطبع ويتركه بلا تعليم يكمله ولا شريعة تنظم اجتماعه وتهذب مدنيته وتحفظ الحقوق وتقوم بالاصلاح جارية على حقيقة الحكمة في مصلحة النوع والفرد تكافح فلتات الجهل بحقائق المصلحة النوعية وتقاوم الشهوانيات الشخصية والعصبيات القومية والعوائد الاستبدادية؟

أم هل يليق بجلاله وقدسه وكماله ورحمته أن يهمل الانسان من تعليمه بالأخلاق الفاضلة لكي يتجمل بفضيلتها وينتظم بها أمر الاجتماع وتشابك المدنية.

وينبهه على الأخلاق الردية لكي يصد بذلك مخادعة الأهواء ومخالسة الشهوانيات ومغالطة العوائد فيصون العمران والمدنية والاجتماع وشرف الانسانية وسعادة مستقبلها من وباء الأخلاق الردية وعواصفها المدمرة. ذلك الوباء وتلك العواصف التي نراها في أرقى العصور بزعم الزاعمين قد تركت الانسانية في جميع العالم ترزح وتئن تحت أثفالها الباهضة ونير العناء وتلاعب الأيدي المبرقعة. أم هل يليق بجلاله وقدسه ورحمته وكماله أن يترك نوع الانسان ألعوبة لجهله وأهوائه في جهات العبادة لإلهه وأسباب شكره والتقرب له وطلب الوسيلة إليه ومعرفة المستقبل وكشف الغطاء عن الحقيقة وأسباب نيل السعادة فيه.

فيترك الانسان يخبط في هذه الشؤون في أدواره وأجياله ذلك الخبط المدهش. قد لعبت بالانسان أيدي الجهل والأهواء ما شاءت. تارة يعبد الأوثان من الأخشاب والمعادن والأحجار يجهد نفسه بالمشقات الكبيرة والرياضات الشاقة في عبادتها. وتارة يعبد باللهو واللعب والرقص والمعارف. وتارة ينذر نفسه للزنا واللواط به في سبيل عبادة الأصنام ويسمي نفسه إذ ذاك (قديس) وتارة يذبح لها بنيه وبناته ويحرقهم بالنار. وتارة يقدم مئاتا وألوفا من الذبائح البشرية في أوهام الخيرات للموتى.

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 381
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست