responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 329
رمزي: إن الحدوث والانعدام والصغير والكبر لا يكون بحدوث المادة وانعدامها بل إنما يكون بتجمع المادة وتفرقها بحسب حركتها في التقلب بالصور.

عمانوئيل: لا تليق هذه الدعوى إلا من أزلي أبدي يحيط علمه بكل شئ في العالم بأجمعه في جميع الأحوال والازمان. من أين لك أن كل جزء يوجد في الحيوان والنبات هو مادة قديمة أزلية تحولت صورتها إلى الحيوان أو النبات.

ومن أين لك أن كل جزء ينعدم منهما هو مادة باقية أبدية تحولت صورتها إلى غيرهما. هل يدلك الحس على ذلك في جميع الحوادث؟ أو لأنك تقول إني لا أقدر على إحداث المادة وإعدامها ولا أقدر على إحداث أرض ولا على إعدامها ولا أقدر على إحداث مدفع ضخم بمادته وصورته ولا أقدر على إعدامه بمادته وصورته؟؟

مهما ركنت لقول فلان وفلان ومهما أصغيت إلى المسموعات فإن الاكتشافات الجديدة تنادي بحدوث المادة وانعدامها. ألم تسمع الخطباء يخطبون والكتاب يكتبون إن الراديوم يتحول إلى القوة ولا يزال هذا التحول يبعث في الفضاء كهربائيته وحرارته ونوره حتى قدروا أن الغرام منه يتحول نصفه في ألف وخمسمائة سنة تحويلا تاما ووجدوا أن غازه إذا وضع في قارورة مسدودة ينعدم بعد مدة ثم يحدث بدلا عنه غاز الهليوم.

هذه اكتشافات الذين لا زلت تخضع لآرائهم وتستعبدك كلماتهم مع أنهم وجدوا أن الراديوم أبطأ العناصر انحلالا ولكن لأنهم وجدوا أنه ينحل إلى حركة وحرارة ونور لم يستطيعوا أن يقولوا: إن مادته تكتسب صورة أخرى. ألم تسمع هذا الدوي الكبير من الاكتشافات التي أوجبت الانقلاب العلمي والتي تبشر بملاشاة التخمينات الملفقة للمذهب المادي، ألا وهو دوي مذهب الدقائق الكهربائية وهو (أن المادة متكونة من دقائق الكهربائية) بل إن البحث المادي قد تقهقر عن تقحمه في القول بقدم المادة حتى صار المهم فيه هو التهجس على أنه هل في الكون مادة ابتدائية نشأت عنها جميع المواد؟

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست