responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 328
فكري المتنور لا يذعن بإبداع الوجود بعد العدم) أين هم وأين أبصارهم وبصائرهم عما يراه كل ذي عين ويحس به كل ذي حس ويشعر به كل ذي شعور مما ملأ العالم من حدوث الوجود بعد العدم (أفلم يروا) هذه الموجودات من الانسان والحيوان والنبات كيف يحدث وجودها بعد أن لم يكن لها وجود كما يراها كل أحد تتجدد في وجودها زمانا بعد زمان وخلقا بعد خلق. هل هم يجحدون محسوساتهم ويدعون أنهم لا يرون من ذلك شيئا أو يقولون إننا جلساء بيوتنا نرى الشمس والقمر والكواكب والأرض كما هي منذ نشأنا (قل سيروا في الأرض) وأخرجوا من بيوتكم وظلمات جهلكم (فانظروا كيف بدأ الله الخلق) يوجد النبات والحيوان والانسان بعد أن لم يكن.

رمزي: الذي يحدث من ذلك بعد عدمه وينعدم بعد حدوثه إنما هي الصور النوعية وأما المادة فهي أزلية لم تحدث بعد عدمها وأبدية لا تنعدم.

عمانوئيل: من أين لك أن المادة الأزلية لم تحدث بعد عدمها. أليست هذه الأمور الحادثة من الحيوان والانسان والنبات نراها قبل حدوثها لا نعرف لها مادة ولا صورة ثم تبرز للوجود وتبلغ غاية كبرها ثم يعتريها النقصان والذبول ثم تنمحي من الوجود فلماذا لا تقول: إن مادتها كصورتها تحدث وتنعدم.

رمزي: إني لا أرى هذا الحدوث في الشمس وسائر الكواكب والأرض فلا أقدر أنها تنعدم.

عمانوئيل: وإنك لم تر حدوث أبيك وأمك وأسلافك فهل تقول إنهم قدماء منذ الأزل. وإن كثيرا من شجر الزيتون لم تدرك حدوثه وليس لك من العمر ما يبلغ زمان انعدامه. فهل تقول وتفتي بأنه أزلي أبدي. أين أنت يا رمزي وأين نشأت ألم تسمع من الذين تتبع آراءهم أنهم يكتبون ويقولون إن الشمس والكواكب والأرض قد حدثت بتقلب الأحوال وهي خاضعة لسلطان الانحلال والعدم متى ما انتهى أمدها واستعدادها المقدر لها.

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست