responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 321
والروح القدس ينزل بشكل حمامة، وينقسم على التلاميذ كألسنة نار، والأب يبقى في السماء. ما هذه الكلمات؟ لماذا توقعون أنفسكم في التناقض بتوحيد الله وتثليثه. كيف يكون الواحد الحقيقي ثلاثة وكيف تكون الثلاثة واحدا حقيقيا. وكيف يتعدد واجب الوجود أم كيف يتجسد أم كيف يلد أم كيف يولد (انتهوا) عن هذه التناقضات والمستحيلات فإن الانتهاء (خير لكم) في دينكم وشرف شعوركم. فإنكم محجوجون بكتبكم واعترافاتكم (إنما الله إله واحد) كما تعترفون به وتلهج به كتبكم التي تقدسونها. لا سبيل إلى جحود الوحدانية فإن جحودها يرجع إلى جحود وجوب الوجود وجحوده إلى جحود الإلهية (سبحانه أن يكون له ولد) وما معنى ولادته واتخاذه الولد. فإن كان ذلك بمعنى الخلق فهو خالق كل شئ (له ما في السموات وما في الأرض). أم تقولون إن المقصود من البنوة لله والولدية هي علاقة الإيمان به ورابطة التوحيد كما سماكم بذلك العهد القديم والعهد الجديد كما تقدم في صحيفة 150 إذن فلماذا تخصون المسيح بالولدية والبنوة وتجعلونها من ألقابه الخاصة به كما يعرف ذلك من الأناجيل والرسائل وأول رسالة العبرانيين. ما هذا التعبير الردئ الساري من وخامة الوثنية وعدوى الشرك القديم. فإن القرآن الكريم يشير بحجته القاطعة إلى تكذيبكم في دعواكم إن الوحي سماكم أبناء الله كما ذكرناه عن العهدين الرائجين ففي الآية الثامنة عشر من سورة المائدة قول الله تعالى ذكره (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل) إن صدقت كتبكم الرائجة في نسبة تسميتكم بهذا اللقب إلى الوحي وكنتم صادقين بهذا اللقب (فلم يعذبكم بذنوبكم) بالعذاب الدنيوي الذي طالما اشتعلت نيرانه في بني إسرائيل الذين تقول التوراة إن الله سماهم (إبني البكر. إبني) ولماذا يعذبكم في الآخرة كما تعترفون به وتفزعون يا معشر النصارى إلى غفران القسوس. إن الابن الحبيب كيف يعذب. وقال الله جل اسمه في الآية الثانية والسبعين بعد المائة من سورة النساء (لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله) ألم تسمعوا أقلا من أناجيلكم أن المسيح كان يصلي لله ويصوم ويجتهد في عبادته والصلاة ويعترف له بالإلهية ويفزع إليه في ضيقاته ومهماته ويتضرع إليه بالدعاء والمسألة [1] ولكن يا للأسف صرتم أنتم تستنكفون أن تسموا المسيح عبدا لله فإنكم أردتم أن تصرفوا إلى المسيح قول أشعيا في أول الفصل الثاني والأربعين (هوذا عبدي الذي أعضده. إلى آخره) فحملكم الاستنكاف على التحريف الصريح وتواطيتم على أن تكتبوا في العدد الثامن عشر من ثاني عشر متى (هوذا فتاي الذي. إلى آخره) وكتبتم في الثاني من رسالة فيلبي في شأن المسيح ما نصه المشوه (لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد) فيا للأسف والعجب. وقال الله تعالى في الآية الثالثة والسبعين من سورة المائدة (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وجحدوا حقيقة التوحيد الذي يلهجون بالاعتراف به ويجعلونه دينهم الأساسي ولا تقوم حجتهم على الإلهية ووجوب الوجود إلا به فتناقضوا وتهافتوا وتقهقروا إلى جحود الحقيقة الأساسية وكفروا بها كيف يقولون ذلك؟ (وما من إله إلا إله واحد) لا يعقل تعدد الإله. الإله لا يتعدد وإلا خرج عن كونه إلها (ما المسيح ابن مريم) البشر الذي ولد منها طفلا ثم تدرج في النمو البشري


[1]ـ وقد ذكرنا في صحيفة 160 موارد ذلك من الأناجيل فراجع.

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست