اسم الکتاب : الرّجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 93
علىٰ أنَّ هذا السؤال لا يسوغ لأصحاب المعارف من المعتزلة ، لأنّهم يزعمون أنّ أكثر المخالفين علىٰ الأنبياء كانوا من أهل العناد ، وأنَّ جمهور المظهرين للجهل بالله يعرفونه علىٰ الحقيقة ويعرفون أنبياءه وصدقهم ، ولكنّهم في الخلاف علىٰ اللجاجة والعناد ، فلا يمنع أن يكون الحكم في الرجعة وأهلها علىٰ هذا الوصف الذي حكيناه ، وقد قال الله تعالىٰ : ( وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ*بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُوا يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )[١]. فأخبر سبحانه أنَّ أهل العقاب لو ردّهم الله تعالىٰ إلىٰ الدنيا لعادوا إلىٰ الكفر والعناد مع ما شاهدوا في القبور وفي المحشر من الأهوال وما ذاقوا من أليم العذاب [٢].
في معرض ردوده علىٰ أحمد أمين في افتراءاته علىٰ الشيعة الإمامية التي أوردها في كتابه ( ضحىٰ الإسلام ) وتراجع عن بعضها في أواخر حياته.
يقول أحمد أمين : وأمّا الرجعة ، فقد بدأ قوله ـ أي ابن سبأ ـ بأنّ محمداً يرجع ، ثم تحول إلىٰ القول بأنّ عليّاً يرجع ، وفكرة الرجعة أخذها ابن سبأ من اليهودية ، فعندهم أنّ النبي إلياس صعد إلىٰ السماء ، وسيعود
[١] الانعام ٦ : ٢٧ ـ ٢٨. [٢] الفصول المختارة ، للمرتضىٰ : ١٥٣ ـ ١٥٧. [٣] هو العالم الكبير السيد محسن بن عبدالكريم الأمين الحسيني العاملي ، من أشهر علماء عصره ، ولد في شقراء بلبنان نحو سنة ١٢٨٤ ه ، وتوفي في بيروت ١٣٧١ ه ، له كتاب أعيان الشيعة ، والرحيق المختوم « شعر » ، والحصون المنيعة ، والمجالس السنية ، وغيرها.
اسم الکتاب : الرّجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 93