فلقد جعل الله الرجس على الكاتب بتحريفه لهذه الرواية واتهام البزنطي باُمور هو بريء منها، وشوّش ذهن القارئ بأكاذيبه وضلالاته، ولم يكتفِ بإلصاق التهم بأصحاب الامام الرضا (عليه السلام)، فراح يتهم بعضهم الاخر أمثال داود بن كثير الرقي وقال: إنّه توقّف بالامام الرضا لرواية حول الكاظم أنّه القائم[2]، ولكنّه لم يذكر الرواية، ولا حتّى أي شيء حول داود، هذا، والرواية تقول: إنّ داود سأل الامام الرضا (عليه السلام) بأنّه قد سمع رواية بأنّ سابعنا قائمنا، ولم يفهم معنى القائم، فهو معنى عام، كما صرّح به أحد الائمّة، بأنّ كلّ إمام هو قائم، فأجابه الامام الرضا (عليه السلام) على مراده[3].
أضف إلى ذلك، أنّ الكاتب لم يكلّف نفسه عناء البحث في موقف داود هذا، فإنّ الشيخ المفيد عدّه من خاصّة الامام الكاظم (عليه السلام) وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته[4].
ونحن هنا لا نريد أن نعطي الموقف النهائي بحق هذا الرجل، الذي وثّقه الكشي أيضاً باعتراف الكاتب[5]، بقدر ما نشير إلى ما يجب عمله كمقدّمات للبحث العلمي النزيه.
ثمّ راح يعتمد على الروايات الضعيفة، فاعتمد على رواية ضعيفة ـ كما يقول السيّد الخوئي[6]، وجعل من عبدالله بن المغيرة واقفياً لم يقل بإمامة الرضا (عليه السلام)، مع أنّ السيّد الخوئي بعد بحثه عن الرجل قال: (لم يثبت أنّ عبدالله بن المغيرة كان مسبوقاً