غفل العديد ممن كتب في بحث الامامة من علماء مدرسة أهل البيت عن عدد من الاُمور المنهجيّة التي أثّرت على سير بحوثهم ونتائجها. ومن أهمّها عدم الالتفات إلى أثر التراث الكلامي لاتباع الخلفاء في التراث الكلامي لاتباع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام). ممّا أدّى بهم إلى أن يؤخّروا مواضيع أساسيّة من حقّها أن تتقدّم، وتأخذ موقعها المناسب من البحث والتحقيق والتدقيق، وبرّزوا بدلاً عنها مواضيع ثانويّة لا تشكّل المحور الاساسي لمثل هذه الابحاث.
وعلى هذا لابدّ من التعرّض إلى بيان هذه النكتة المنهجيّة، وإلى تحديد المنهج المختار في بحث الامامة ومحاوره الاساسيّة ولو على نحو الاختصار.
تحرير محلّ النزاع:
انطلقت المدرسة السنيّة من نقطة مركزيّة في تكوين نظامها الفكري لفهم نظريّة الامامة تمثّلت في أنّ الامام أو الخليفة، يعني القائد والزعيم السياسي المسؤول عن إدارة شؤون الناس على مختلف الاصعدة والمستويات. ثمّ إنّهم عندما أرادوا أن يفهموا شرائط وموانع هذه الامامة ـ التي هي الخلافة باصطلاح علم الكلام السنّي ـ حاولوا تأسيس ذلك من خلال الواقع الذي أوجده الخلفاء الثلاثة الاوائل،
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني الجزء : 1 صفحة : 7