responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 449
الطويل).

ويقول أحمد أمين: (والسياسي إذا نظر إلى العلويين رآهم إمّا ثواراً إن ظهروا أو متآمرين على قلب الدولة إن اختفوا)[1].

وللاسف حكم الكاتب على التشيّع وعلى علمائه من دون اطّلاع على الواقع العملي للشيعة، حيث دوّت ثوراتهم في كلّ زمان ومكان، وليس هنا مكان البحث عن تلك الثورات.

الغيبة وفقهاء الشيعة


حاول الكاتب إيجاد حالة من الارباك عند فقهاء الشيعة نجمت من غيبة الامام المنتظر (عليه السلام)، وبمرور سريع للحالة الاسلاميّة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يومنا هذا، نجد أنّ التشيّع كان في غنى عن تلك الحالة، أمّا غيره فقد وقع فيها، وذلك بعد غيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المجتمع والتحاقه بالرفيق الاعلى انقسم المسلمون إلى قسمين:

قسم قال: إنّ الشريعة قد بلغت إلى المجتمع بالكامل ولا تحتاج رسالة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قيّم عليها اختصّه رسول الله بأحكامها.

والقسم الاخر قال: لقد خصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علياً وأبناءه بمسائل الدين وهم المكمّلين لشريعته من بعده.

وساروا جميعاً في الحياة، فأمّا القسم الاوّل فارتطم بواقع لا تشريع له، فاضطرّوا ولبعض الوقت الاستنجاد بإمام القسم الثاني لتوضيح تشريع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حول هذه الوقائع، ولكن هذا اللجوء لم يكن لجعل ذلك الامام مصدراً للتشريع، بل جعلوه يتمتع بموقع تشريعي ولفترة من الوقت.

وما إن سارت عجلة الحياة حتّى وجدوا أنفسهم أمام جمع غفير من الوقائع لا تشريع لها عندهم ـ وليس لا تشريع لها في الاسلام الذي هو رسالة للدين والدنيا معاً ـ فلم يجدوا بدّاً للجوء إلى وسائل تسعفهم في ذلك، فلجأوا إلى الاستحسان الذي


[1]ضحى الاسلام: ص 278.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست