responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 432
يودَع الحبس، وقالوا له: (قد قتل الله الكذّاب ـ المختار ـ الذي كنت تدّعي نصرته)[1].

وجاء العبّاسيّون ليرسّخوا فكرة الكيسانيّة، ويعدّلوا منهجها ويضيفوا ويحذفوا، فجعلوا من تلك الحركة قاعدة شعبيّة لمحمّد ابن الحنفيّة ـ الذي هو بريء من تلك الحركة لانّها ولدت بعد وفاته[2] ـ وقالوا: عندما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه عبدالله (أبي هاشم)، وكما يقول ابن خلدون:

(وآخرون يزعمون أنّ أبا هاشم لمّا مات بأرض السراة منصرفاً من الشام أوصى إلى محمّد بن علي بن عبدالله بن العبّاس، وأوصى محمّد إلى ابنه إبراهيم المعروف بالامام، وأوصى إبراهيم إلى أخيه عبدالله ابن الحارثيّة الملقّب بالسفّاح، وأوصى هو إلى أخيه عبدالله، أي جعفر الملقّب بالمنصور، وانتقلت في ولده بالنص واحداً بعد الاخر إلى آخرهم، وهذا هو مذهب الهاشميين القائمين بدولة بني العبّاس)[3].

وسرّ ترسيخ العبّاسيين لهذه الفكرة هو الشرعيّة التي تمدّهم بها هذه السلسلة الطويلة من الوصايا التي تؤهّلهم لاستلام الحكم وقيادة المسلمين.

إذن، كان دور العبّاسيين مهماً جدّاً في ترسيخ هذه الفكرة; لانّ الكيسانيّة كانت تقول: إنّ الامامة في ابن الحنفيّة وذريّته[4].

وهذا بند وثائقي ينفع العبّاسيين في المطالبة بالحكم، والشرعيّة للقيادة. وهذا البند من البنود المزعومة للكيسانيّة.

إذن، سرّ ذيوع هذه الحركة هو الشعار الاموي، والدعم الزبيري، والتأصيل العبّاسي لهذه الحركة في المجتمع الاسلامي، فقد اتحد الاضداد في فكرة واحدة هدفها متشعّب يخدم الجميع.


[1]الطبقات الكبرى: ج 5، ص 79/ 680.

[2]معجم رجال الحديث: ج 18، ص 101.

[3]مقدمة ابن خلدون: ص 199 ـ 200.

[4]الفصول المختارة: ص 296.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست