responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 424
أمّا من ناحية الحصار الاقتصادي، فقد نصّت وثيقة معاوية على حذف اسم الشيعي من ديوان العطاء وهدم داره[1]. ويكفيك قول الاصفهاني في مقاتل الطالبيين، حيث قال: (العلويّات كن يتداولن الثوب الواحد من أجل الصلاة)[2].

فلاجل تلك المطاردة والقتل وهذا الحصار والتجويع، التجأ أهل البيت (عليهم السلام) إلى بنود القرآن وما قامت عليه السنّة; ليفعِّلوا بنداً من بنودها وضع للاضطرار، ولكن هذا الاضطرار أصبح دستوراً للشيعة في حياتهم لما لاقوه من التشريد والقتل، ولهذا قال محمّد أبو زهرة شارحاً حديث الامام الصادق (عليه السلام) "التقيّة ديني ودين آبائي"، قال: (مبدؤنا ومبدأ آبائنا، وقد اتخذناه على أنّه دين لكي نمتنع من الجهد بما نراه في حكّام الزمان حتّى لا تكون فتنة وفساد كبير، إذ النفوس ليست مهيّأة للنصرة)[3].

واعترف أبو زهرة بهذا الضغط عندما قال: (فليس هناك من ريب في أنّه كان للتقيّة في عصر الامام الصادق (عليه السلام) وما جاء بعده، وهي كانت مصلحة للشيعة وفيها مصلحة الاسلام، لانّها كانت مانعة من الفتن المستمرّة)[4].

وهذا الخوف والحالة الطارئة هي حياة الشيعة على مرّ التاريخ، ففعَّلوا هذا البند وجعلوه يعيش معهم من دون كلّ المسلمين، فشنّ أعداؤهم والذين لا ينظرون في بحوثهم إلاّ إلى ما يريدون إثباته، لا ينظرون إلى الواقع المرير الذي عاشته الشيعة على مرّ التاريخ، فرموا الشيعة بتهمة الغشّ والنفاق، فقال من لا دين له، ولا موضوعيّة في بحوثه: (التقيّة على ما عليه الشيعة غش في الدين)[5].

ولكن صاحب هذا الكلام يؤمن بهذا الغش في مواقع الاضطرار والاكراه، فالتقيّة التي تقول بها الشيعة قال بها الاحناف، وصحّحوا التقيّة في موارد الاكراه في الصلاة،


[1]شرح نهج البلاغة: ج 11، ص 44 ـ 45.

[2]مقاتل الطالبيين: ص 479.

[3]الامام الصادق: ص 243 ـ 244.

[4]المصدر نفسه.

[5]الشيعة وتحريف القرآن: ص 35.





اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست